كيف نتعامل مع الشخصية المتقلبة؟
كيف نتعامل مع الشخصية المتقلبة؟
سواء كنت تصفهم بأنهم عاطفيون أو دراماتيون أو مبالغون في ردة فعلهم، فإن العيش مع أناس تتصاعد وتنخفض عواطفهم بسهولة تحدٍّ مرهق، ستجد نفسك دائمًا تمشي على قشر البيض، تحجم عن ذلك وتتجنب فعل هذا الشيء خوف إثارة غضبهم، وقد تشعر بالإحباط والضجر لأنك تحاول حملهم على رؤية الواقع وتوضيح ما تشعر به والدفاع عن أفعالك، ولكن محاولاتك تنتهي دائمًا بمزيد من الضيق والانفعال وعكننة المزاج.
الأشخاص الذين يتأرجحون من طرف إلى آخر، من كونهم لطيفين ساحرين في لحظة إلى الغضب والعصبية في اللحظة التي تليها، غالبًا ما يفتقرون إلى المرونة العاطفية والاستقلالية، إنهم يتصرفون بشكل رائع عندما يشعرون بالرضا، ويلومون كل من حولهم عندما لا تسير الأمور في طريقهم.
وأول شيء عليك أن تتعلمه عند التعامل مع الشخصيات المتقلبة هو الاستماع، وخصوصًا في أوقات الغضب، فمعظمنا يميل في مثل تلك المواقف إلى محاولة الرد الدفاعي، وهذا عادةً ما يجعل الوضع أسوأ، إنه مثل إلقاء البنزين على النار، لذا فإن خط دفاعك الأول عندما يكون الشخص المتقلب هجوميًّا هو محاولة التزام الهدوء والاستماع فقط، فالاستماع يساعد على إخماد النار ويساعد الشخص الآخر على الهدوء.
وعندما تُخمد نار الحريق ويسود الهدوء، تحدث عما يمكنك فعله وما يمكن أن يساعده أكثر عندما يكون منزعجًا، وداوم على ذكر محاسنه في أثناء الحديث، هذا سيجعله على استعداد لسماعك وتقبل كلامك معه، واعلم أن هذه الشخصية تحتاج إلى المساعدة، فإذا كان الشخص عزيزًا على قلبك فعليك التحدث معه لمعرفة المشكلات التي يعانيها.
الفكرة من كتاب المعكننون: من هم؟ وكيف تعاملهم؟ وكيف لا تصبح مثلهم؟
نصادف يوميًّا من يتسببون في ضيقنا وعكننة مزاجنا، وكثير منا يلقون اللوم على المجتمع والناس وسلوكياتهم المرفوضة، متناسين أننا جزء من هذا المجتمع، وقد تبدو الحقيقة التالية صادمة لك قليلًا، ولكن عليك أن تدرك أنك أول شخص يعكنن نفسه، لأنك تسير الآن بطريقة خاطئة في التعامل مع نفسك ومحيطك، لذلك سنناقش هنا بعض الصفات الرئيسة التي تجعل البشر “معكننين” أنفسَهم، وكيف يمكن معالجتها، لنتمكن بعدها من التعرف على الشخصيات التي تعكنِنُنَا خارج نطاق أنفسنا، ونتعلم كيفية التعامل معهم، وكيف لا نصبح مثلهم.
مؤلف كتاب المعكننون: من هم؟ وكيف تعاملهم؟ وكيف لا تصبح مثلهم؟
معاذ الزمر: اختصاصي الصحة النفسية والعلاج السلوكي، وكاتب في العلوم النفسية، وصاحب مركز “استعيد سعادتك” للاستشارات النفسية والاجتماعية، وهو مُقدِّم برنامج “مقتطفات حياة”، وبرنامج “النفسية محتاجة إيه؟” على صفحته الرسمية على فيسبوك ويوتيوب.