كيف نتخلَّص من العادات السيئة؟
كيف نتخلَّص من العادات السيئة؟
إن العادات السيئة ترتبط بدائرة الإدمان التي تبدأ بالإثارة، ثم الرغبة، ثم الفعل، ثم الندم، وتستمر هذه الدائرة دون توقُّف، وعند البحث في هذا الأمر، سنجد أن الدماغ ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة، وهي: دماغ الزواحف “Reptilians” المسؤول عن تلبية احتياج الجسد كالأكل والشرب والجنس، ودماغ الثدييات “Mammalian” المسؤول عن احتياجات النفس والمشاعر، والدماغ المفكر “frontal lobe” المسؤول عن العقل والمنطق والتحليل، ويتحقَّق السلام الداخلي حينما تتناغم الأجزاء الثلاثة تحت قيادة العقل المفكِّر الذي يستطيع التحكم في الشهوات والمشاعر، ولا يأتي ذلك إلا بالتهذيب المستمر والمجاهدة التي قد تطول سنين لكنها ذات أثر ونتيجة تستحق، فكيف يكون ذلك؟
إنَّك عندما تتعلَّم شيئًا فأنت تستخدم عقلك الواعي للتركيز على إمكانية إتقان ذلك الشيء مثل قيادة الدراجة أو حتى المشي في الطفولة، ومع الوقت يتحوَّل الأمر إلى العقل اللا واعي بحيث يمكنك فعل هذه الأمور دون جهد أو طاقة مقارنةً بما في البداية، والأمر نفسه ينطبق على العادات التي تنوي تغييرها أو اكتسابها، فهي تحتاج في البداية إلى استخدام العقل الواعي وبذل الجهد في البداية، وما إن تنتقل إلى العقل اللا واعي تصبح عادة تلقائية فورًا.
ولننظر في تقسيم القرآن الكريم للناس، فجعل فينا النفس اللوامة التي تنقلب من حالٍ إلى حالٍ بين العقلانية والعاطفية والشهوانية، وهناك النفس الأمارة بالسوء -وهي الأسوأ- التي تسيطر عليها الشهوة والعاطفة مع تقديم تبريرات لذلك، فيبرِّر الإنسان مثلًا عادة التدخين بأن الناس كلها تفعل ذلك ولا مشكلة، وأخيرًا هناك النفس المطمئنة التي يسيطر فيها العقل على الوضع بعد التحوُّل من مرحلة النفس اللوامة، ورغم الصراع الداخلي الذي ينطفئ بتثبيت العادة الإيجابية.
الفكرة من كتاب أربعون 40
إن أفضل الطرق لتحسين حياة المرءِ تكون في جلسةٍ مع النَّفس، بشرط أن يكون صادقًا تجاه إيجابياته وسلبياته، وبعيدًا عن كل ما قد يُشتِّتُه من ملهياتٍ انتشرت في وقتنا الحالي، فذاك السبيل الوحيد لمراجعة ماضيه، والتخطيط لمستقبله، واتخاذ قرارات حاضره.
ولقد أراد الشقيري أن يخلو بنفسه لينعزل في جزيرة نائية لمدة أربعين يومًا مُتصلة، واشترط على نفسه إيجاد لحظات كأنها توقف عجلة الحياة وسرعتها، فتخلَّى عن كل المشتِّتات وبدأ بالتفكير محاولًا الوصول إلى قرارات حقيقية يتعلَّم بها من ماضيه، ومستهدِفًا السلام الداخلي والنجاح الحقيقي، فماذا وجد في تلك الخلوة؟
مؤلف كتاب أربعون 40
أحمد الشقيري: هو إعلامي وكاتب سعودي، حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا، ويحظى بشهرة واسعة في الوطن العربي بسبب برنامجه “خواطر” الذي قدَّم منه أحد عشر جزءًا، وركَّز فيه على مناقشة قضايا الشباب والأمة الإسلامية، كما قدَّم العديد من البرامج التلفزيونية الأخرى مثل: “لو كان بيننا”، وله العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية، ومن أهم مؤلفاته:
رحلتي مع غاندي.
سلسلة خواطر شاب.