كيف نتخذ القرار السليم ونتخطَّى ذهنية نمط الجماعة؟
كيف نتخذ القرار السليم ونتخطَّى ذهنية نمط الجماعة؟
اتخاذ قرارات سليمة وفعالة هو أمر ضروري يحتاج إليه الفريق كثيرًا وبشكل مستمر في عمله، فلكل فريق أسلوبٌ في اتخاذ القرار، يتغير من فريق إلى آخر، أو من وقت إلى آخر في الفريق نفسه، وذلك ضروري لاتخاذ قرار فعَّال بحسب طبيعة العمل، ومن الأساليب الشائعة أسلوب الإجماع التام، وقاعدة الأغلبية، وأسلوب المجموعة الصغيرة الذي تُسند فيه مهمة اتخاذ القرار إلى الأعضاء الأكثر خبرة أو مهارة فيما يتعلق بالقرار، وأسلوب مشاركة القائد الذي يكون فيه هو صاحب القرار النهائي بجمع مشاركات الأعضاء واتخاذ القرار بِناءً عليها أو بالاستفادة منها.
وينبغي لك كقائد أن تيسِّر على فريقك اتخاذ القرار أيًّا كان الأسلوب المُتَّبع، وذلك بتجزئة القرارات الكبيرة إلى قرارات أصغر يسهل التعامل معها، وبطرح أسئلة على نفسك وعلى الآخرين عما يجب فعله أو معرفته للتوصُّل إلى قرار، وبتذكير الأعضاء بتبِعات عدم اتخاذ قرارات سليمة في الوقت المناسب من إهدارٍ للوقت والجهد والمال، وبث للإحباط في نفوس أعضاء الفريق، وانحراف الفريق عن مساره الصحيح.
ولا شك أن ذهنية نمطية الجماعة تعرقل اتخاذ قرارات سليمة لأنها تعطل المشاركة الفعالة، وهذا وضع يفكر فيه الأعضاء بطريقة متشابهة، وإن كان ذلك يمنحهم فرصة العمل في تناغم ووفاق، فإنه لا يجعلهم يثيرون أي جدالات أو يناقشون أي مشكلات، فيتجاهلون دراسة أي خيارات أو احتمالات عند اتخاذ القرارات، ويقبلون ما يعزِّز وجهة نظرهم ويرفضون ما لا يتفق معها، وعلى الفريق أن يفهم أخطار هذه الذهنية المتمثلة في الحد من التفكير الناقد والحوار، وفي انشغال الفريق عن هدفه بمحاولة إرضاء الجميع والحفاظ على الوفاق التام، مما يوهم الأعضاء بصحة ما يتفقون عليه وإن كان خاطئًا، وتؤدي هذه الذهنية إلى استبعاد من يدلي بآراء مختلفة عن الآخرين، مما يعزِّزها.
وأراك تتساءل؛ كيف أحارب تلك الذهنية؟ من خلال تحذير الفريق من الوقوع فيها، وتذكيرهم بأعراضها في أثناء مسيرتكم، وتحري الموضوعية، ويُمكنك أن تُكلف أحد أعضاء الفريق بدورٍ خاص هو تحدي وجهة نظر الأغلبية أيًّا كانت وإظهار عيوبها ليحثَّ الفريق على التفكير والنقد، ويمكن أن يتبادل الأعضاء القيام بهذا الدور الخاص بشكل دوري.
الفكرة من كتاب إدارة الفرق.. حلول الخبراء لتحديات الحياة اليومية
يطمحُ كل مدير وقائد إلى أن يسير فريقه على الطريق الصحيح دائمًا، يتقدم أعضاؤه نحو الهدف المنشود بخطى ثابتة، ولا يكون ذلك إلا بتقييم مستمر لأداء الفريق، وبفهمٍ جيدٍ للعقبات المختلفة التي يواجهها الفريق في طريقه وتنحرف به عن مساره، وبمواجهتها بأساليب فعَّالة، ويعرض هذا الكتاب أكثر العقبات شيوعًا وتبعاتِها وطرق التعامل معها.
مؤلف كتاب إدارة الفرق.. حلول الخبراء لتحديات الحياة اليومية
كلية هارفارد لإدارة الأعمال، هي كلية تابعة لجامعة هارفارد في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية، وتمنح طلابها الماجستير والدكتوراه، وقد أصدرت هذا الكتاب ضمن سلسلة “مرشد الجيب” الموجهة إلى المديرين لتعينهم على مواجهة التحديات التي يواجهونها في عملهم بحلول فعالة وسريعة.
كتب أخرى ضمن السلسلة: “قيادة الفرق الافتراضية “، “عن القيادة”، “عن إدارة الناس”، “عن إدارة الذات”، ” كسب المفاوضات التي تصون العلاقات”، “عن التواصل..الفن الضروري للإقناع”.