كيف نتجنّب الصراعات؟
كيف نتجنّب الصراعات؟
إننا نستطيع أن نتجنب الكثير من الصراعات والنزاعات إذا فهمنا فقط لماذا يتصرف الناس من حولنا بالطريقة التي يتصرفون بها، كما نستطيع أن نتكيف مع كل شخص ليس مثلنا، ونتخذ أنواعًا مختلفة من الشخصيات في المواقف المختلفة، إذ يمكن للإنسان أن يتصرف كالحرباء 100%، ويغير سلوكه بالكامل بناء على الشخص الذي معه، إن هذا التكيف يتطلب مرونة ومزيدًا من الجهد، ويستهلك الكثير من الطاقة، حتى نتمكن من التعامل مع مجموعة كبيرة من المواقف ونكون قادرين على الاستجابة لأنواع مختلفة من الناس، وهو ما يمكن أن نطلق عليه اسم “الذكاء العاطفي”، إن حالتنا الطبيعية هي إظهار سلوكنا الأساسي، أما سلوكنا غير الطبيعي فهو التكيّف المستمر مع الآخرين.
نحن لا نعيش في المدينة الفاضلة الخالية من الصراعات، بحيث يتفق الجميع في جميع الأوقات، كما أنك إذا كنت تظن أنك قادر على أن تغير أي شخص آخر، فسوف تصاب بخيبة الأمل والإحباط، فبغض النظر عن شخصيتك (أحمر، أصفر، أخضر، أزرق) أو مزيج منها جميعًا، فسوف تظل قلّة، وسوف تواجه أناسًا مختلفين، ومهما كنت متوازنًا، فلن تستطيع أن تكون كل الأنواع في الوقت نفسه، لذلك عليك أن تتكيّف مع الأشخاص الذين تقابلهم، وأنت بالفعل تتكيف سواء كنت تدرك ذلك أم لا، لأن التواصل الجيد هو في الحقيقة مسألة تكيف مع الآخرين.
فعلى سبيل المثال عندما تتواصل مع شخص من ذوي السلوك الأحمر، فإن ما يتوقعه أن تفعل ما يطلبه منك بأقصى سرعة ممكنة، ما يعني أن استغراق وقت طويل في التفكير، وإنجاز العمل ببطء يجعل الشخص الأحمر يجن جنونه، لذلك إن كنت تريد أن تتكيف مع إيقاع الشخص الأحمر وتحظى باهتمامه، فعليك أن تتحدث وتتصرف بشكل أسرع، إلى جانب جعله يتوقف للحظة حتى يدرك أن الآخرين لا يستوعبون الموقف بنفس سرعة استيعابه، وأعط أمثلة على الحالات التي ضاع فيها الوقت بسبب التسرع الشديد، وبيّن له المخاطر عن طريق عرض الحقائق، إذ إن الحقائق من الأشياء التي يفهمها، وأخبره أنه لن يستطيع إدارة كل شيء بنفسه، وأن عليه أن ينتظر الآخرين في الفريق ويأخذ بأيديهم.
الفكرة من كتاب محاط بالحمقى.. الأنماط الأربعة للسلوك البشري
عندما يتواصل الإنسان مع الآخرين يجد نفسه متوافقًا مع بعض الأشخاص، إذ يجد الحديث معهم سهلًا والكلمات المناسبة تتدفق بشكل طبيعي وفي سلاسة، ولا توجد أي صراعات أو نزاعات، بينما يجد عند تواصله مع آخرين أن التواصل صعب، وكل شيء يسير بشكل خاطئ، كأن ما يقوله يقع على آذان صمّاء، فيبدأ بناءً على ذلك في تصنيف الناس إلى نوعين: أناس جيدين وعاقلين، وأناس آخرين حمقى! وهذا تصنيف مغلوط، راجع إلى أننا نقارن الأشخاص بأنفسنا، فنحن نعرّف الأحمق بأنه الشخص الذي لا يتصرف أو يفكر مثلنا، ونعرّف الشخص الكثير الكلام بأنه ثرثار متكبر، لأننا لا نحب كثرة الحديث، وهكذا فإننا نطلق أوصافًا كالغباء والوقاحة على الآخرين لمجرد أنهم لا يشبهوننا، ومن هذا المنطلق يبين لنا الكاتب لماذا يعتقد بعض الناس أنهم محاطون بالحمقى لوصف الاختلافات في التواصل الإنساني، ويوضح الأنماط الأربعة الأساسية للسلوك البشري التي تسهّل علينا التواصل مع الآخرين في الحياة والمجتمع عمومًا، وفي العمل خصوصًا، حتى نصبح ماهرين في التعامل مع أنواع مختلفة من الناس، فلا نحكم عليهم لمجرد أنهم ليسوا مثلنا.
مؤلف كتاب محاط بالحمقى.. الأنماط الأربعة للسلوك البشري
توماس إريكسون ، هو مؤلف ومحاضر، كرّس 20 عامًا من حياته المهنية لمساعدة الناس على التواصل مع بعضهم بعضًا، وعلى التطور المهني، ومن كتبه:
محاط بالحمقى.
محاط بالمرضى النفسيين.
معلومات عن المترجم:
عمر فتحي، هو مترجم لعدد من الكتب.