كيف كان الصحابة يُربون أبناءهم؟
كيف كان الصحابة يُربون أبناءهم؟
لقد كان الصحابة يعتمدون منهجًا تربويًّا واضحًا في أثناء تربية الأبناء، فهم لا يعتمدون على الحب فحسب، وإنما التوجيه أيضًا، وكان منهجهم مقتبسًا من كتاب الله وسنته، فهذا سهل بن عبدالله الدستوري تعلم أن الله يراقبه من خلال موقف تربوي بسيط، فقد استيقظ في الليل وهو ابن ثلاث سنوات، ووجد خاله يصلي، وطلب منه خاله أن يكرر يوميًّا ثلاث مرات قبل نومه، الله معي، الله ناظري، الله شاهدي فوقع حب الكلمات في قلبه، وعندما كبر تيقن أن الله معه فكيف يعصاه، وقال الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾، فإن أردت أن يتحلى ابنك بأخلاق أبناء الصحابة، فلا بد أن تسعى أنت أولًا لتكون أخلاقك كأخلاق الصحابة، واعلم بأنك أنت أيها المربي الأصل والمصدر، فإن لم تكن معدن الذهب فلن يكون ابنك ذهبًا.
ويعد اختيار الصديق موضوعًا في غاية الأهمية، ومن الأدوات التي تجعل أبناءنا على طاعة مستمرة حسن اختيار الصديق، والصحبة من الأمور الهامة في حياة الأبناء فهي تشعرهم بالتوافق والتكيف مع البيئة المحيطة، وتلبي احتياجاتهم النفسية، وهي ساحة غنية بالخبرات، والتجارب، وصقل القدرات، وإخراج الطاقة الكامنة لدى الأطفال، وهي أساس الانتماء للمجتمع، ولكن العديد من الأبناء يواجهون مشكلات في أثناء إقامة الصداقات، لذا كانت تهيئة الأطفال لهذه الصحبة أمرًا ضروريًّا ومطلوبًا، وذلك عن طريق تعليم الأطفال ردود الأفعال المناسبة، وتعليم الطفل مبادئ التعامل الناجح مع الأقران، بحيث لا يسمح بأن يعتدي عليه أحد، ولا يبادر بالعنف في الوقت ذاته.
ويجب أن نجعل أطفالنا يدركون بأن الهدف من الصداقة هو الحب في الله، وهناك عدة أسس يجب أن تتوافر عند اختيار الصديق، فيجب أن يكون عاقلًا لبيبًا متحليًا بالإيمان والصلاح، وحسن الخلق، وإن الدنيا كثيرًا ما تُعلمنا التنافس في الماديات، ولكن التنافس مع الصاحب في سبيل مرضاة الله له طعم آخر، فهو يجعلهما من الذين يظلهم الله يوم القيامة بعرشه، يوم لا ظل إلا ظله.
الفكرة من كتاب عشرة رسائل لكل أبٍ وأمٍ
قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ لقد عني الإسلام بالأسرة المسلمة عناية فائقة، فهي النواة الأساسية لصلاح المجتمع، التي إن صلحت صلح سائر المجتمع، ولذا كان الدور الذي يؤديه الأبوان للاهتمام بالأسرة دورًا في غاية الأهمية، ولأنه يشكّل عبئًا كبيرًا عليهم، فقد شرح هذا الكتاب أغلب المشكلات والعوائق التي تواجه الآباء في أثناء تربية الأبناء، كما وضع طرقًا لتفاديها، بدايةً من استقبال المولود، وكيفية تنشئته، وإكسابه الصفات اللازمة ليصبح نافعًا للأمة وللإسلام، كما أجاب الكاتب على العديد من الأسئلة التي تشغل كل أب وأم، وستدركون في طيات هذا الكتاب كثيرًا من المجهول حول دور الآباء تجاه أبنائهم، وحقوق الأبناء عليهم.
مؤلف كتاب عشرة رسائل لكل أبٍ وأمٍ
ياسر نصر: طبيب نفسي، وداعية، وكاتب مصري، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، وماجستير الأمراض النفسية والعصبية في جامعة القاهرة، كما حصل على عديد من الشهادات في مجالات الطب النفسي، وهو مدرس الأمراض النفسية في جامعة القاهرة، وعمل بإعداد وتقديم عديد من البرامج على شاشات الفضائيات منها: برنامج سهرة إيمانية (صفحات مطوية في تاريخ بيت المقدس)، كما عمل استشاريًّا نفسيًّا لبعض برامج القنوات الفضائية، وبعض المواقع المتخصصة على شبكة الإنترنت، وهو خطيب معتمد بوزارة الأوقاف المصرية.
ومن أهم أعماله :
كيف تصنع طفلًا متميزًا؟
فـن التعـامل مـع المراهقيـن.
25 خطأ في تربيـة الأطفـال.
نصائح تربويـة لكـل أب وأم.