كيف خضع الأفريقي للاستعمار؟
كيف خضع الأفريقي للاستعمار؟
0لم يكن سهلًا على الأفريقي هذا الخضوع، ولكنه دافع عن ذلك مستميتًا بأراضيه وثرواته، ووجَّهه الاستعمار، وتعرَّض لأبشع صور الإبادة الجماعية (هي جرائم قتل جماعية لمجموعة معينة من البشر بقصد تدمير وجودهم كليًّا)، فكان المستعمرون يستخدمون مبادئ لترويض الإنسان الأفريقي، يجلبون أكثر الزنوج عنادًا ويقومون بخلع ملابسه عنه أمام الزنوج الذكور الآخرين، والنساء، والأطفال، ولا يقومون بقتلهم ولكن يجعلونهم يخافون منهم، لأنهم سيكونون مفيدين في استيلاد الأطفال بعد ذلك.
وكانوا يقومون بضرب الزوج الزنجي أمام زوجته حتى لحظة الموت، ويتركون المرأة بغير حماية ذكورية، وحين لم تكن المرأة تخضع لهم يضربونها، ولا يقتلونها كذلك لأنها سوف تلد أبناء يأخذون منها الخضوع لهم، والعمل تحت سيطرتهم، ومن خوف المرأة على أولادها تقوم بتربيتهم ضعفاء نفسيًّا، ولكن أقوى جسمانيًّا، وبذلك تصير المرأة حارسة لهم، والذكر أداة طوعية في أيديهم.
ثم جاء الاستعمار الألماني، وكان أبشع وأقسى أنواع الاستعمار، ففي عام 1904م و1908 شن الألمان هجومين على شعب الهيريرو (قبيلة الهيريرو توجد في دولة ناميبيا حاليًّا) لم يكن الهدف من هذا الاستعمار هو إخضاع الأهالي فقط، بل إبادتهم إبادة كاملة.
ففي عام 1878 لم تكن تمتلك ألمانيا مستعمرة واحدة في أفريقيا، ولكن بفضل جهود المستشار الألماني بسمارك أصبحت تمتلك مساحات واسعة في شرق أفريقيا وجنوبها الغربي، وأصبحت ألمانيا من الدول الكبرى.
الفكرة من كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
في فترة الاستعمار وما مرت به أفريقيا من العبودية طوال أربعة قرون من الزمن، عمل الاستعمار على نزاع حقوق الأفارقة، وقام بدفن آدميتهم واستعبدهم في الحقول والمزارع والمناجم والوظائف الدنيا دون مقابل، فسرق من الأفريقي لغته، وعقيدته، وأمه، وأباه، وأطفاله، وهويته.
ورغم ما حدث للأفارقة، وما زال يحدث الآن، من تأثير هذا الاستعمار حتى هذه اللحظة، فيجب علينا كشعوب عدم نسيان هذا التاريخ من الاضطهاد والتعذيب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، اللتين تريدان الاستمرار في نهب أفريقيا وجعلها منهكة في صراعات لا تنتهي.
مؤلف كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
عايدة العزب موسى: كاتبة متخصصة في الشأن الأفريقي، تكتب في العديد من المجلات والجرائد في ذات الشأن، ولها مساهمات في المؤتمرات والندوات، وهي مصرية، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “قرن الرعب الأفريقي”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”شخصيات أفريقية في السياسة والفن”، و”130 عامًا على الثورة العرابية”.