كيف تُنمي الحس الأخلاقي عند الآخرين؟
كيف تُنمي الحس الأخلاقي عند الآخرين؟
كلنا نرغب في أن نكون أفضل، وأن نُغير من صفاتنا السلبية، وقليل من الأشخاص فقط من ينكرون ذلك، ويدّعون أنهم راضون عن أنفسهم، لذا لندحض من البداية فكرة أنك لا تستطيع تغيير شخص لا يرغب في تغيير نفسه، لأنه ببساطة ليس لتلك الفكرة وجود.
لكن أي تغيير نقصد؟ لجعل شخص يمتثل لأوامرنا مثلًا؟ أو لنخدع شخصًا ما؟ بالطبع لا، فالتغيير الذي ننشده يتعلق بأكثر شيء نبحث عنه في من حولنا، ويمثل الأولوية عند تعارفنا على شخص جديد وهو الأخلاق.
ولحسن الحظ توجد تقنيات نفسية كثيرة قد تساعد على غرس إحساس أكبر بالأخلاق عند من يفتقرون إليها، منها تقنية تُدعى “تماسك الصورة”، وتعتمد على رغبتنا البشرية في عدم تخييب آمال الأشخاص الآخرين فينا، فإن كان لدى الآخرين أفكار جيدة عنا فسنحاول إثباتها، ومن ثم يُمكنك مثلًا أن تُثني على صفة ما تتمنى أن يتحلّى بها الشخص كأنها لديه بالفعل، وستجده يتحين الفرص لإثبات وجودها.
وتوجد تقنية أخرى تعتمد على البيئة المُحيطة، فإذا كنت ترغب في رفع مستوى الوعي الأخلاقي عند الآخرين، فاحرص على أن يكونوا جزءًا من عالم تكون فيه السلوكيات الصحيحة هي القاعدة وليس الاستثناء.
في حين أن آخر تقنية لغرس الأخلاق هي الأسهل في التنفيذ، إذ تستهدف إغراق الشخص الذي ارتكب خطأً بالمديح في البداية، ومن ثم عليك أن تذكر أن السلوك الذي سلكه غير مقبول وبحاجة إلى تصحيح، وهكذا تكون قد ألقيت باللوم على السلوك وليس الشخص.
ومن ضمن تلك السلوكيات غير المقبولة سلوك نشر الشائعات، إذ يعيش بعض الناس على نشر الشائعات لأنهم يظنون أنها تمنحهم شعورًا بالقوة والرضا عن النفس، لكن هذا لا يعني أنه ليس بإمكانك فعل شيء لمواجهتهم، بل يمكنك وضع حدٍّ لهذا السلوك بعدد من الطرائق.
أولاها: محاولة تغيير التعريف الذي يمتلكه الشخص عن هذا السلوك، فإن ظن أن نشر الشائعات يمنحه القوة والإعجاب وتمكنت أنت من إقناعه بالعكس، فقد يمتنع عن ذلك.
وثاني طريقة هي الأكثر قسوة، لكنها الأكثر فاعلية، وتتمثل في إيهامه بأن ما كان يفعله بالآخرين يحدث له، بأن تذكر أمامه أنك سمعت شيئًا يتعلق به دون أن تذكره فعليًّا، ويمكنك إشراك شخص آخر في هذه الاستراتيجية، وفي نهايتها سيفهم الشخص الضرر الذي ألحقه بالآخرين.
ومن الصفات غير المرغوب فيها عند الآخرين التعصُّب والعنصرية، ولإزالتهما يمكن الاعتماد على التعاون، إذ ثبت أن الاتصال بين مجموعتين تعملان في سبيل هدف واحد يمكنه تقليص التعصب، لذا حاول أن تحمل الشخص المتعصب على الانضمام إلى مجموعة تضم أشخاصًا يُظهر تجاههم هذا التعصب.
الفكرة من كتاب كيف تغير تصرفات أي شخص؟ تقنيات مجربة وناجحة لإعادة تشكيل تصرفات أو سلوك أو مشاعر أو معتقدات أي شخص
هل سبق لك أن تمنيت أن تُغير سلوك شخص ما أو تصرفاته؟ وهل سئمت من الطريقة التي يُعاملك بها الناس؟ إذا كان الأمر كذلك فأنت في المكان الصحيح، إذ يعتمد كتابنا هذا على تقنيات نفسية ستساعدك على فهم أفكار الآخرين ودوافعهم ومشاعرهم، ومن ثم ستتمكن من إرشاد الآخرين إلى تغيير تلك الأفكار بهدف تحويلهم إلى نسخة أفضل من أنفسهم، وكذلك تحسين طريقة تعاملهم معك إن أمكن.
مؤلف كتاب كيف تغير تصرفات أي شخص؟ تقنيات مجربة وناجحة لإعادة تشكيل تصرفات أو سلوك أو مشاعر أو معتقدات أي شخص
دافيد جـ. ليبرمان: مُعالج نفسي ومفكر ومؤلف لكتب عدة، يحمل دكتوراه في الفلسفة، قضى سنوات في البحث في السلوك البشري والعلاقات الشخصية، واستخدم ما تعلّمه في تدريب الآلاف من أفراد الجيش الأمريكي حتى أكبر المديرين التنفيذيين في العالم، وله عديد من اللقاءات التلفزيونية.
من أعماله:
اكتشف الكاذبين: كيف تحصل على الحقيقة في 5 دقائق أو أقل خلال أي محادثة أو موقف؟
كيف تؤثر في الآخرين: تخلص من الشعور بالضعف عبر تطبيق مؤثرات نفسية تمكنك من السيطرة على كل موقف محتمل والتأثير عليه.