كيف تُحقِّق العبادة معرفة العبد بذاته؟

حتى يبلغ الإنسان مرحلة الوعي بنفسه، فهو يحتاج أن يعرف خالقه، ولن يُحقِّق معرفته بالخالق حتى يقترب منه اقترابًا يبحث فيه عن دفء خلاصه، فإن في القلب حنينًا دائمًا إلى النبع الذي يروي عطش الروح، فالتديُّن الحق هو الانجذاب العفوي إلى واحة الأنس، إن عبادة الله هي العودة إلى الذات، فالعبادات في الإسلام ليست مجرد رسوم باهتة وحركات غافلة وإنما هي انفعالات حارَّة في القلب، وأفعال سارية بالخير، كالصلاة المقرونة بالانتهاء عن المنكر ﴿إنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾، فعافية القلوب في تحقيق اتصالها بربها الذي سوَّاها.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فمن عرف الرب حق المعرفة، وفقِه العبادة حقَّ الفقه، استمتع بالعبادة ولم يمتنع عنها، واستقوى بها ولم يستثقلها، وهو بمعرفته قدر ذاته يستطيع أن يدرك حقيقة العالم بأبعاده الحقيقية، وأن يحسن بذلك تقدير نفسه وتقدير ما حوله، كما أن العبادة في الإسلام تتميَّز بأنها تربط العبد بربِّه على مدى اليوم حتى يتجدَّد الإيمان في قلبه، فيدفع الغفلة التي قد تصيب الإنسان، وذلك من خلال الصلوات المتتالية، ومن أذكار وغيرها.

إن العبادة تحفظ الإنسان من أن يغترب عن نفسه في هذا الوجود صاخب الضجيج، فهي تبقي للنفس حظَّها من الشعور بذاتها، كما أنها هي مقياس الأعمال، والميزان الذي يتفاضل فيه الناس، فالعبادة مادة الاختبار، ففريق يحقق معنى العبادة فينجو، وآخر يُدبر عنها فيهلك، ومن ثَمَّ فالعبادة تحمل في ذاتها حوافز تدفع النفس المحققة لها للمثابرة والمقاومة، لأن العبادة بطبيعتها الشائقة ولذتها الدفينة منحة في ثوب محنة، وفوز في صورة مكابدة، فالعبادة طريق للتميُّز لاستحقاق الجزاء والرفعة.

لِمَ يطلب منَّا الله أن نعبده، وهو غنيٌّ عن العبادة؟ ما الذي يستفيده الخالق من صلواتٍ ودعواتٍ وصيام؟ أليس طلب العبادة علامة نقصٍ ودليل احتياج؟ جميعها تساؤلات قد ترد في أذهان بعض الناس، فيحاول الكاتب الإجابة عن تلك التساؤلات المتعلِّقة بذات الله- سبحانه -، وعن الحكمة من طلب الربِّ عبادتَهُ.

سامي عامري: باحث ومحاضِر، متخصص في دراسات العهد الجديد والاستشراق التنصيري، حاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، وصاحب مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان، ويجيد اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية والسريانية، إضافة إلى يونانية العهد الجديد.

له عدد كبير من المؤلفات ما بين مطبوع ومخطوط منها: براهين وجود الله، وبراهين النبوَّة، واستعادة النص الأصلي للإنجيل، وهل اقتبس القرآن الكريم من كتب اليهود والنصارى؟ وغيرها.