كيف تُؤسس المشروعات التجاريًّة؟
كيف تُؤسس المشروعات التجاريًّة؟
بادئ ذي بدء، لتأسيس مشروع تجاري يجب تحديد إذا كان الهدف الرئيس من تأسيس المشروع واقعيًّا أم لا، إذ يكون معظم المُؤسسين تحت تأثير العواطف، فيبدؤون في وضع أهدافٍ غير واقعيَّة، لذلك لا بد أن تُزال هذه العواطف منذ البداية، استعدادًا لإعداد خطة عملٍ تُوضح مدى قابلية المشروع للاستمرار والنمو، وخطة العمل هي كشف حسابٍ بسيط لتقدير حجم المبيعات شهريًّا على مدى عامٍ كامل مع الحرص على استخدام الورق بدلًا من الحاسوب لفهم الحقائق واستيعابها وتحديد كُلفة الإنتاج والمبيعات،
لتُطرح كلفة الإنتاج من قيمة المبيعات للحصول على قيمة الربح الإجمالي، ويُستخدم هذا الربح لدفع نفقاتٍ كالراتب الشخصي وفواتير الخدمات والأدوات المكتبيَّة، ولا بد من أن يتجاوز الربح الإجمالي النفقات، وذلك لتحقيق الأرباح والحفاظ على رأس المال لأطول وقت مُمكن، ويُقدر رأس المال بناءً على الشهور المُتوقع فيها عجز في التدفق النقدي، إذ يُفضل جمع مبلغ يتجاوز هذا العجز بمقدار خمسين بالمئة لضمان عدم استنفاد النقد.
ولنحافظ على النقد يجب أن نتخلص من عقليَّة المبيعات، فمندوبو المبيعات يحصلون على عمولةٍ عن كل صفقة بيع، وكلما ازدادت الصفقات حصلوا على عمولاتٍ أكثر، ولا يكترثون إذا كان البيع بسعرٍ أقل، أي بهامش ربحي أقل، وهذه كارثة، فإذا كان الركضُ وراء بيع كمياتٍ كبيرة بسعرٍ زهيد، فستتجاوز النفقات هامش الربح، وسيضطر صاحب المشروع إلى السحب من رأس المال حتى يُستنفد وتنتهي القصة قبل أن تبدأ، فرأس المال يُمثل قارب النجاة للمشروع الذي يحمله بأمان إلى مرحلة الكتلة الحرجة،
التي تعد في عالم الأعمال المرحلة التي يُوَلِّد المشروع فيها تدفقاتٍ ماليَّةً تُغطي تكاليفه من دون الحاجة إلى مصادر خارجيَّة، وتُحدَّد بناءً على وصول عنصرٍ ما، كقاعدة الزبائن، إلى حدٍّ مُعين، وفي هذه المرحلة يُتاح خيار التجريب والمُجازفة للنمو بعد مراقبة الأرقام وتحديد الهدف من النمو وتأثيره الإيجابي والسلبي.
الفكرة من كتاب البراعة في تأسيس المشاريع الرياديَّة وإدارتها
“إن الإنسان الذكي يتعلم من أخطائه، أما الحكيم فيتعلم من أخطاء الآخرين”..
انطلاقًا من هذه الحكمة ينقل إلينا هذا الكتاب عددًا من التجارب التي مر بها كثير من أصحاب المشروعات لنستخلص عُصارة خِبراتهم ونتعلم من أخطائهم، فهذا الكتاب لا يُقدم خُطواتٍ تفصيليَّة أو تعليماتٍ يُمكن اتباعها لترسيخ قواعد المشروعات التجاريَّة، بل ينقل نهجًا تفكيريًّا يُمكننا من التعامل مع أوضاعٍ مُختلفة والصمود في الميدان.
مؤلف كتاب البراعة في تأسيس المشاريع الرياديَّة وإدارتها
نورم برودسكي: رجل أعمالٍ أمريكي مُخضرم، أسس أكثر من ثمانية أعمال منها شركة CitiStorage في مدينة بروكلين بولاية نيويورك، التي باعها عام 2007 مقابل 110 ملايين دولار أمريكي، وفندق Black Gold Suites في مدينة تيوجا بولاية نورث داكوتا الذي يُعد أحدث أعماله، وقد سعى بْرُودِسْكِي إلى تأرِيخ رحلته عبر كتابة عمود “Street Smarts” الخاص بشركته وتأليف كتاب:
Street Smarts: An All-Purpose Tool Kit for Entrepreneurs.
بو بيرلينغهام: مؤلف ومحرر لصالح مجلة Inc، وحاصل على درجة البكالوريوس في الشؤون العامة والدوليَّة من جامعة برينستون عام 1967، وقد عمل محررًا لصالح عددٍ من المجلات، منها: مجلة Ramparts، ومجلة New Times، ومجلة Working Papers، وانضم في أوائل الثمانينيَّات إلى شركة Fidelity Investments شركة الصناديق المُشتركة، حيث عمل مع مديري الصناديق وكبار المديرين التنفيذيين، وشارك في تأسيس المنظمة الدوليَّة PAC / World لقادة الأعمال والمراقبين، كما خدم في التسعينيَّات في مجلس إدارة شركة The Body Shop Inc، الشركة الأمريكيَّة التابعة للشركة الدوليَّة للعناية بالبشرة والشعر، وله مؤلفات عِدَّة، منها:
Small Giants: Companies That Choose to Be Great Instead of Big.
Finish Big: How Great Entrepreneurs Exit Their Companies on Top.