كيف توقظ وعيك؟
كيف توقظ وعيك؟
إحدى أكبر الضلالات المغذية للبشر هي قدرتهم الفائقة على اختلاق الأعذار، فهناك من ينشئ العديد من التبريرات داخل عقله، للهروب من عواقب أفعاله، أو حتى للهروب من تأنيب ضميره، وهنا يكون العقل غير مدرك لحقيقة ما يفعله، فغالبًا ما ينتج التسويف من عدم إدراك الشخص لما يفعله، أو من الاغترار والانخداع بصبر الله علينا، أو من ثقل وصعوبة بعض المهام، ويطلق على ذلك التسويف الجزئي، ويجب على الإنسان اغتنام الفرص التي يضعها الله أمامه، وهناك هيلين كيلر فهي تجسد الإرادة الإنسانية والوعي اليقظ، فعلى الرغم من كونها ولدت كفيفة وصماء، لم يمنعها ذلك من إكمال دراستها بل وكتبت كتابًا تشرح فيه معاناتها.
عمر الإنسان لا يبدأ في اللحظة التي يفتح فيها عينه على الدنيا، ولكن في اللحظة التي يستيقظ فيها ضميره وترى عيناه ما بداخله، وكان رسول الله (ﷺ) يعلم الصحابة عند عودتهم من الجهاد أن هناك وظيفة أعظم وأهم من الجهاد تنتظرهم، ألا وهي مجاهدة العبد هواه وهي الجهاد الأكبر، والإصلاح الحقيقي للنفس البشرية لا يتحقق إلا إذا اقتنع الإنسان أن عالمه يبدأ من داخله ومن نفسه هو، وعندما يمارس الإنسان شيئًا جديدًا لأول مرة يحدث له تغيير في عقله، فمثلًا عندما تقوم سيدة بتعلم القيادة لأول مرة تجدها تركز على الطريق، وتضع يدها على عجلة القيادة، ولا تتحدث على الهاتف، ومع الوقت تعتاد القيادة حتى إنها تصل أحيانًا لوجهتها دون أن تشعر، ويطلق على ذلك ظاهرة التمرس، إذ إن القيادة انتقلت من العقل الواعي إلى العقل اللا واعي، وهذا يحدث مع الإنسان في الصلاة فعندما يعتاد الصلاة فهو ينهيها دون أن يدرك ذلك، وقد قال الله تعالى: ﴿كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ﴾، ولذا يجب على الإنسان الجديد أن يحرص على إيقاظ وعيه، والطريقة لذلك هو أن يتصل الإنسان بعالمه الداخلي وأفكاره ومشاعره، ويكون منتبهًا لكل أفكاره ودوافعه.
الفكرة من كتاب إنسان جديد
تخطر العديد من الأفكار السلبية يوميًّا على أذهاننا، تسبِّب تراكم العديد من المعتقدات الخاطئة خلفها، وتجعلنا نعيش بتعاسة، تاركة أثرًا عميقًا فينا لا يُمحى، وغرض هذا الكتاب هو الوقوف على تلك الأحوال السلبية السيئة، ودفعنا للبحث عن حال الإنسان الجديد الذي أمرنا الله ورسوله أن نقتدي به، وهذا الكتاب سيكون عونًا لك يساعدك على تجاوز صعوبات الحياة، ومعرفة كيف تنفض اليأس من حياتك، وتُنقي أفكارك، لتصبح إنسانًا جديدًا ونسخة أفضل من ذاتك الحالية، يملؤها الإيمان والخير والمحبة والتفاؤل والثقة بالله، وكونوا على يقين بأن حياتكم ستتغير بعد قراءة ما تطويه هذه الصفحات.
مؤلف كتاب إنسان جديد
مصطفى حسني: داعية مصري وُلد في 28 أغسطس عام 1978، حصل على بكالوريوس تجارة في جامعة عين شمس عام 2000، كما حصل على شهادة معهد إعداد الدعاة التابعة لوزارة الأوقاف، ويعمل حاليًّا معدًّا ومقدم برامج على قناة اقرأ، وقناة أون إي، وقناة النهار، وقدم العديد من البرامج الدينية ومن أشهرها: (خدعوك فقالوا، وعُمّار الأرض، وأهل الجنة)، كما يعمل مدرسًا لمادة بناء الشخصية، وعضوًا في العديد من الجمعيات الخيرية.
من أبرز أعماله:
خـدعـوكَ فقـالـوا.
مدرسـة الحـب.
الكنز المفقود.
كـلام ربي.