كيف تنمي مهارات طفلك؟
كيف تنمي مهارات طفلك؟
العبقرية والموهبة يسهل تنميتهما في الطفل في السنوات الأولى، كما يمكن هدمهما وتحطيمهما إلى الأبد، ويتوقف كل هذا على مدى اهتمامنا وتفاعلنا الإيجابي مع قدرات ومواهب أطفالنا، وتؤكد دراسات علم النفس أن كل شخص منا يملك موهبة في مجال ما، تميزه عن غيره، وتبدو هذه الموهبة جلية وواضحة في سنين عمره الأولى، ربما يجد بعض الصعوبة في إخراجها وتنميتها، لكنها تكون حاضرة وبقوة، وشيئًا فشيئًا يغطيها شيء من الغبار، هذا الغبار قد يكون ابتسامة ساخرة من شخص له مكانة في حياة الطفل، وقد تتعرَّض الموهبة للخدش بسبب الحالة النفسية السيئة التي تنتابه من جراء المشكلات العائلية التي تدور حوله، وقد تتلطَّخ تمامًا بسبب حالة التعليم الرديء في وطننا العربي مضافًا إليها عدم اهتمام الأهل، وانحسار التنمية والتطوير لديه فقط في دروس المدرسة والقائمة -لسوء حظنا- على التلقين والحفظ، إذ تؤكد الدراسات أن أنظمة التعليم وأساليب التربية والأعراف الاجتماعية عليها عامل كبير في إجهاض المواهب وطمس معالمها.
ليس هذا وحسب، بل إن الموهبة قد تجد تصادمًا مع التحصيل الدراسي، والتاريخ يخبرنا أن كلًّا من “أينشتاين” صاحبة النظرية النسبية، و”أديسون” مخترع المصباح الكهربائي، و”ليوناردو دافنشي” الفنان الإيطالي العبقري، و”جراهام بل” مخترع التليفون، وغيرهم، كان لديهم صعوبات في التحصيل الدراسي، لكنهم وجدوا البيئة المشجِّعة، التي ساعدتهم على اكتشاف مواهبهم الحقيقية وصنعوا تغييرًا في مسيرة الإنسانية بأعمال يحفظها لهم التاريخ.
لعلَّك الآن تسأل نفسك: كيف أكتشف مهارات طفلي وأحدِّد موهبته كي أنميها؟ عليك أن توفر البيئة المشجعة التي بها أدوات متعددة ومختلفة، والتي يمكن أن يعبر من خلالها الطفل عن موهبته وفق إمكانياتك المادية، وأن تحترم هواياته، كأن توفر له -على سبيل المثال- دفترًا للرسم، أو لعبة فك وتركيب، أو حتى بعض الكتب والقصص التي تناسب عمره، وأن تشجعه على أن يجرب الأشياء الجديدة، وأن تكثر من استخدام الألفاظ الإيجابية، كأن تقول له مثلًا: “أنت رائع لأنك انتهيت من دروسك دون أن أنبهك”، فإن هذه العبارات وغيرها تسهم في إخراج مواهب طفلك.
من المهم أيضًا أن تنظر إلى دوافع طفلك لا سلوكه، وأن تنظِّم مواهبه حتى يركِّز عليها بشكل أفضل، وحاول أن تقرأ عن الشيء الذي تظن أن طفلك موهوب فيه، وأعطه لقبًا يناسب موهبته مثل “الرسام الكبير”، أو “عبقرينو”، وتحدَّث عن موهبته أمام الآخرين، وقُصَّ عليه قصص الناجحين لا سيما إن كان إبداعهم في نفس مجاله أو موهبته.
الفكرة من كتاب الآن فهمتكم
تتفكَّك الأسر حينما يضل المربي- أبًا كان أو أمًّا- طريق التربية الرشيدة، ولا ينتبه أن إنشاء الأبناء وتربيتهم مسؤولية عظيمة، وأنها درب من دروب الجهاد والتقرُّب إلى الله.
“الآن فهمتكم” يبثُّ فيه كاتبه خلاصة تجربته العملية في التربية الإيجابية، ويوضِّح فيه أن المربي الذكي هو الذي يصنع مع أبنائه مساحة من الفهم والتوافق والاحترام، وهو الذي يتعهَّد أبناءه ويراقب سلوكهم، وينصح لهم ويتفاعل مع مشاكلهم، وهو الذي يصنع مساحة من الهيبة والاحترام بينه وبين أبنائه، معًا في هذا الكتاب سنتعرَّف على البناء النفسي للطفل السوي، وكيف ننمِّي ذكاء الطفل العاطفي ومهاراته، وكيف نصنع منه رجلًا.
مؤلف كتاب الآن فهمتكم
كريم الشاذلي: كاتب مصري، ومحاضر في مجال التنمية البشرية ومختص في مجال التنمية البشرية ومختص في فنون تربية الأبناء، ولد عام 1979 في محافظة الدقهلية، له عدة مؤلفات وكتب كثيرة عن الأسرة والزواج، والعلوم الإنسانية ومهارات التواصل الاجتماعي، والتطوير الذاتي والاجتماعي، منها: “جرعات من الحب”، و”سحابة صيف”، و”لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج”، و”الشخصية الساحرة”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”الهزيمة”، و”امرأة من طراز خاص”.