كيف تنتقل معلوماتنا الوراثية؟
كيف تنتقل معلوماتنا الوراثية؟
صارت الجينات رسميًّا بالنسبة إلى العلماء كائنات مادية تحمل مهمة نقل المعلومات الوراثية من جيل إلى جيل بمُسمَّى الاستنساخ، وقد يحتوي هذا الاستنساخ على أخطاء، مما يؤدي إلى حدوث طفرات وراثية، ويتضح ذلك في الخصائص الجديدة التي تكتسبها الأجيال التي قد تزيد من قدرات الجسم أو تنقص منها كظهور مرض وراثي أو غير ذلك، بذلك نصل إلى أن الجينات تتدخَّل في الخصائص، وهذه الخصائص ترتبط في الغالب بالبروتينات، مما دفع العلماء إلى البحث عن العلاقة القائمة بين جزيئات الحمض النووي وبنية البروتينات ووظيفتها وليس عن الجينات.
وقد دعم هذا المبدأ توصُّل الباحثين في ستينيات القرن الماضي إلى إثبات وجود شفرة تقابل بين الترتيب في كل سلسلة من ثلاثة من النيوكليوتيد في الحمض النووي وبين كلٍّ من الأحماض الأمينية العشرين التي تكوِّن البروتينات، وتتحكم هذه الشفرة في مجموعة من الآليات الكيميائية الحيوية لنقل المعلومات الوراثية من الحمض النووي صوب البروتينات مرورًا بالمرحلة الوسيطة (RNA) التي تشبه (DNA) لكنها ليست منزوعة الأكسحين.
وقد جمع الباحث فرنسيس كلارك كل تلك السلسلات مع الشفرة، ووجد أن قطعة الحمض النووي تكون بمثابة الرحم الذي يتم فيه تخليق قطعة أخرى، لكن من الحمض المؤكسد (RNA)، ثم يتم نقلها خارج الخلية لتصبح حاملة للمعلومات الجينية الوراثية ويطلق عليها “الحمض المؤكسد حامل الرسائل”، نصل هنا باختصار إلى أنه قد صار من المسلَّم به في علم الوراثة أن الجينات قطع من الحمض النووي تحمل المعلومات الجينية من جيل إلى آخر بفضل استنساخ نفسها، كما أنها تعمل على تشفير البروتينات التي تتدخَّل في مسألة ظهور الخصائص المرئية.
الفكرة من كتاب ما الجينات؟
استطاعت معرفة البشر الدقيقة للجينات تحسين ظروف البشرية بصورة كبيرة، إذ ضاعفت الإنتاج الزراعي فقضت على مجاعة كانت تنتظر العالم الذي كثر سكانه، كما ساعدت البشر على معرفة الأمراض الوراثية وفهمها للحد منها، حتى وصل الأمر مع التطور الذي سبَّبه البرنامج الدولي “الجينوم البشري” إلى النظر في جينات الإنسان نفسه عن فرضية أن الموروثات الجينية هي التي تقرِّر كل شيء في حياتنا من خصائصنا البيولوجية إلى سلوكياتنا الاجتماعية والثقافية.
يتحدث هذا الكتاب عن الجينات وأهمية الحمض النووي، وكيف تنتقل معلوماتنا الوراثية، هل يمكن للبشر تعديل خصائصهم الوراثية؟
مؤلف كتاب ما الجينات؟
شارل أوفراي: كاتب ومتخصص في علم الجينات الجزيئي، يعمل مديرًا للأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي، كما يُعدُّ أحد العاملين الرئيسين في مجال برنامج الخريطة الجينية البشرية الدولي.
من أهم مؤلفاته: كتابا “الخريطة الجينية البشرية”، و”ما الحياة؟”.