كيف تقودنا المشاعر السيِّئة إلى الاستسلام؟
كيف تقودنا المشاعر السيِّئة إلى الاستسلام؟
حين تشعر ببعض الكآبة، ماذا تفعل لتشعر بالتحسُّن؟ أغلب الناس تتجه إلى الوعد بالمكافأة، وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس، فإن أكثر الطرق شيوعًا في استخدامها للتعامل مع التوتر هي تلك التي تُفعِّل جهاز المكافأة، فتجد أغلب السيدات عندما تكتئب تذهب إلى التسوُّق أو تأكل الشكولاتة، وهذا يكون إشباعًا لحظيًّا بسبب إفراز “الدوبامين” الذي أعطى وعدًا بالشعور بالتحسن ويطلق على ذلك الوعد بالارتياح، كما أن “وعد المكافأة” إذا التحق به “وعد الارتياح” فقد يقودنا إلى جميع أنواع السلوك غير المنطقي، فتجد شخصًا يعاني التسويف يشعر بالتوتر الشديد حيال ما تراكم عليه من عمل، ومع ذلك سوف يقوم بالاستسلام والتسويف أكثر لتفادي التفكير في الأمر.
عندما تشاهد النشرات الإخبارية مساءً تجد فيها العديد من جرائم القتل والخطف، وجميعها أشياء باعثة على الكآبة، لكن هل تساءلت لماذا تظل تشاهد هذه الأخبار رغم خوفك ونقدك لها؟ وهل لاحظت كيف أنك تتابع الإعلان الذي يأتي بمنتصف النشرة الإخبارية وربما تتأثَّر بما تعرضه من منتجات؟ هذه ظاهرة نفسية تُسمَّى “إدارة الرعب”، فالبشر يخافون بشكل فطري من الموت، وهذا يثير استجابة الفزع في الدماغ، ما يخلق إحساسًا بعدم الاطمئنان، ولذا فإن ذلك الرعب يخلق في أنفسنا حاجة ماسة إلى القيام بعمل مناقض لمشاعر قلة الحيلة، ولذا فإن إدارة الرعب تذهب بعقولنا بعيدًا عن النتيجة المحتومة، ويظهر ذلك على المدخنين، فتجد أنه رغم الصور المرعبة والتحذيرات على علب السجائر، فإنهم لا يتوقَّفون عن التدخين، وكأنهم يعطون تصريحًا لأنفسهم أن التدخين يشعرهم بالارتياح، ولكن الواقع أن المشاعر السيئة دفعتهم للاستسلام.
ولذا من أكبر مهدِّدات قوة الإرادة في العالم هو أثر انخفاض العواقب، وهو يصف دائرة مفرغة من التساهل والندم ثم التساهل الأكبر، ويكون الأثر الأكبر لمشاعر الخزي والذنب وفقدان السيطرة التي تلي الانتكاسة الأولى، ويمكن كسر دائرة انخفاض العواقب عن طريق المغفرة لأنفسنا عندما نفشل، وحين يتعلَّق الأمر بزيادة السيطرة الذاتية، فإن التعاطف مع الذات يعدُّ استراتيجية أنفع بكثير من استراتيجية جلد الذات.
الفكرة من كتاب غريزة قوة الإرادة
معظم الناس يجدون أنفسهم فشلة عندما يتعلَّق الأمر بقوة الإرادة، فتجدهم لا يستطيعون التوقُّف عن التدخين، أو تناول الأطعمة السريعة، ويعزون سبب فشلهم إلى ضعف إرادتهم، ويشعرون بالذنب والخذلان بسبب ذلك، ولذا قام هذا الكتاب بمناقشة قوة الإرادة، وكيف نسيطر على الذات، وذلك عن طريق كسر العادات القديمة، وخلق عادات أخرى صحية.
وتعدُّ معرفتك بذاتك هي أساس السيطرة على النفس، ولذا ركَّز الكاتب على أكثر الأخطاء شيوعًا فيما يتعلق بقوة الإرادة لأن التشتُّت والإغراء والتسويف من التحديات البشرية العامة، وقام بالإجابة عن تساؤلات مثل: متى نستسلم للإغراءات؟ أو متى نؤجل ما نعرف أن علينا فعله؟ وما الذي يقود إلى الانهيار؟ وكيف نحوِّل معرفتنا بأسباب الفشل إلى خطط للنجاح؟
مؤلف كتاب غريزة قوة الإرادة
كيلي ماكُجونيجال : ولدت عام 1977، وهي طبيبة نفسية، ومحاضرة بجامعة “ستانفورد”، معروفة بعملها في مجال المساعدة العلمية التي تركِّز على ترجمة الأفكار من علم النفس وعلم الأعصاب إلى استراتيجيات عملية تدعم الصحة والرفاهية، وقامت بدراسة علم النفس والاتصال الجماهيري في جامعة “بوسطن”، وحصلت على الدكتوراه في علم النفس من جامعة “ستانفورد”، ولها عديد من المحاضرات على “TEDGlobal”، كما فازت بجائزة “والتر جاس” لجوائز كتاب الأعمال لعام 2013.
من أهم أعمالها:
Yoga for Pain Relief.
The Upside of Stress.
The Joy of Movement.