كيف تصمد في بيئة عمل ذات وتيرة سريعة
كيف تصمد في بيئة عمل ذات وتيرة سريعة
تخيل أنك عدَّاء في ماراثون ما، هل من الصحيح أن تعدو بشكل سريع للغاية طوال فترة العدو، أم من الأفضل الحفاظ على وتيرة سرعة مناسبة لك، تُبعد عنك التعب والإرهاق؟ الرياضيون البارعون يعرفون كيف يضبطون وتيرة سرعتهم، ولذا يجب على الموظفين تعلم آلية الحفاظ على وتيرة سرعة محددة أثناء العمل تتغير حسب الحاجة، ولكن لا تطغى على حياة الموظف، والتكنولوجيا التي كان يفترض بها تبسيط حياة الناس، وتحسين الكفاءة، لم تضِف إلا جنونًا في توقعات السرعة، ولذا يجب علينا ألا ننسى أننا محكومون بحدود الفسيولوجيا من حاجةٍ إلى تَناول الطعام، وأخذ قسط كافٍ من النوم، وعندما تُحسن إلى نفسك، يتحسَّن إنتاجك.
التوقعات غير المنطقية لطريقة سير العمل السريعة، تُضيف ضغطًا زائدًا على كاهل الأفراد، ما يقود إلى مشاعر الإحباط، وعدم الرضا، والشعور بالذنب، وتزيد من احتمالات الوقوع في الخطأ، وللتعَامل مع هذه التوقعات غير المنطقية، يجب أن تبدأ بتشكيل وعيك ووعي باقي العاملين، واسأل نفسك دائمًا: هل مهامك قابلة للإنجاز؟ وهل هي قابلة للاستمرار بمرور الوقت؟ وما تكلفة العمل بهذه السرعة الكبيرة؟ وتذكر أنك لست بحاجة إلى سحق المنافس والتغلب عليه، بل يكفي التقدم عليه في جولة واحدة فقط، والوقت والجهد المبذولان في الوصول بالامتياز من 90 إلى 100، هما ذاتهما المبذولان في الوصول من درجة الصفر إلى التسعين.
الأوقات المستقطعة للراحة بمنتصف الدوام تجدد النشاط، فعقولنا كأجسادنا، تحتاج إلى راحة كل حين؛ فالمخ يتعب مثل العضلة، ولذا فنحن بحاجة إلى وقت للتعافي، أي فترة توقُّف، ونحن نزيد من التفكير الإبداعي بالحصول على فترات راحة منتظمة، والتي يمكن تسميتها بالوقفات الإبداعية. وبعض الناس يكونون أحيانًا بحاجة إلى الانفصال كليًّا عن العمل، وبخاصةٍ مع وجود التكنولوجيا وفرط استخدامها، ما سمح لها بالتعدي على الوقت الشخصي والعائلي، ولتروِيض التكنولوجيا، حاول ألا تكون مطالعة بريدك الإلكتروني أول ما تفعله بالصباح، ولا تطالعه سوى مرتين أو ثلاث مرات طوال اليوم، ولا ترد على كل رسالة إلا إذا كنت مضطرًّا إلى ذلك، وقلِّل ما ترسله ليقل ما تتلقَّاه.
الفكرة من كتاب هل يقتلك العمل؟
من يديرون المؤسسات لا ينفكُّون عن رفع وتأجيج مستويات التوتر لدى موظفيهم، وهذا ينعكس بالسلب على إنتاجية العمل، وعلى الموظفين أنفسهم، فهذه ليست مشكلة مقر عمل فحسب، بل هي مسألة صحة عامة لأنها تؤثر في أناس كُثر خارج محيط العمل.
ولخطورة توتر العمل كان هذا الكتاب بمثابة جرس إنذار، ودعوة للتغيير، وهو دليل علمي مفصل للبدء في عملية تقليل الضغوط في مكان العمل، وتشجيع الناس على التحدث، والتعبير عن آرائهم، ومقاومة التوتر المفرط في مقر العمل، والقضاء عليه من خلال توفير حلول عملية، وتقنيات سهلة للتكيف مع توتر العمل.
كما أوضح الكاتب الأدوات اللازمة لمنع الإضرار بمواردنا الأكثر قيمة ألا وهي أنفسنا، وكذلك قام بحصر المشاكل التي تُسهم في الإنهاك، وانخفاض الإنتاجية، وهي: الحجم، والسرعة، وسوء المعاملة، ووضَّح طرقًا فعالة للتعامل معها، من خلال خبراته السابقة.
مؤلف كتاب هل يقتلك العمل؟
ديفيد بوزِين: طبيب، ومحاضر، وكاتب، تخرَّج في كلية الطب بجامعة تورنتو عام 1967، وفي عام 1985 تخلَّى عن ممارسة الطب، وكرَّس حياته ووقته لتقديم المشورة بشأن الحياة والعلاج النفسي، ولمساعدة الناس في التعامل مع الإجهاد والتوتر الناتج عن ضغوط العمل، وهو صاحب الكتاب الأكثر مبيعًا “The Little Book Of Stress | الكتاب الصغير لتخفيف التوتر” الذي تمَّت ترجمته إلى ست لغات، كما يظهر الكاتب على التلفاز، وفي الإذاعة على الصعيد الوطني.
ومن أهم مؤلفاته:
The Little Book Of Stress.
Always Change a Losing Game.
Staying Afloat When The Water Gets Rough.