كيف تسحبنا عقولنا داخل منطقة الراحة؟
كيف تسحبنا عقولنا داخل منطقة الراحة؟
قد تتساءل الآن، وما الضرر من البقاء داخل منطقة راحتي؟
صحيح أن البقاء داخل منطقة الراحة يمنحنا شعورًا بالأمان والاستقرار، فعندما نكون في بيئة مألوفة ونمارس أعمالًا أو نفعل أشياء اعتدناها، فإن ذلك يخفف من القلق والتوتر ويساهم في شعورنا بالراحة والطمأنينة.
ومع ذلك فالبقاء داخل منطقة الراحة بشكل دائم يصيبنا بالخمول والإحباط والتعثر أحيانًا، ويمنعنا من توسيع آفاقنا واكتشاف أشياء جديدة.
وقبل أن نعرف كيفية الخروج من منطقة راحتنا والتغلب على خوفنا من تجربة أشياء جديدة، لا بد أن نفهم أولًا كيف يعمل العقل الباطن.
يتكون المخ البشري من ثلاثة أجزاء رئيسة، وهي: المخ العلوي، والمخ الوسطي، والمخ السفلي.
في المخ العلوي يوجد العقل الواعي الذي يتحكم في عمليات اتخاذ القرارات والتحليل والتخيل، وهذا الجزء هو المسؤول عن العمليات العقلية الأعلى التي تشمل الحديث واتخاذ القرارات.
أما المخ السفلي فهو المسؤول عن جميع العمليات الحيوية التي تضمن استمرار حياتنا، وهو أيضًا المسؤول عن نظام الاستجابة “القتال أو الهروب”، الذي يساعدنا على البقاء في حالات الخطر.
ويقبع العقل اللا واعي في جزء المخ الوسطي، وهو المسؤول عن الوظائف الانفعالية في الجسم، كالشهوة، والغضب، والحب، والتراجع خوفًا، والإحباط والحسد والغيرة.
يخزن العقل الباطن جميع ذكريات الإنسان ويؤثر في مشاعره وعواطفه، كما أنه مسؤول عن صناعة عادات الإنسان، ويعمل بمبدأ “الأقل مجهودًا”، إذ يعتمد على الأفعال التي تتطلب أقل قدر ممكن من الإبداع والحركة، ويقنعك أن هذا هو الأكثر أمانًا وراحة لك.
فلو تأملنا كل المشكلات التي تواجهنا فسنتبين أن سببها هو العقل اللا واعي، الذي نستخدمه بنسبة 90% مقابل 10% فقط للعقل الواعي،ومع ذلك فالأمر الجيد أنه يمكنك التحكم في عقلك الباطن.
فعقلك الباطن يستمد المعلومات بشكل أساسي من الحواس الخمسة (الشم، واللمس، والتذوق، والسمع، والإبصار)، والعقل الواعي هو المتحكم في تلك الحواس، إذًا فالحل يكمن في تعويد عقلك الواعي مخاطبة عقلك الباطن.
الفكرة من كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
هل تعلم لماذا تختار دومًا كوبًا معينًا لشرب القهوة في كل مرة؟ وما الدافع وراء حفاظك على نمط ثابت من الألوان في ثيابك؟ ولماذا -عندما تذهب إلى مطعم- تطلب الأطباق نفسها التي طلبتها مئات المرات؟
إنها منطقة راحتك يا عزيزي، تلك المنطقة التي يتشبث بها عقلك اللا واعي خوفًا من تجربة أي شيء جديد وغير مألوف لديه، إنه الشعور الزائف بالسعادة والاستقرار الذي يقنعك به عقلك الباطن عندما تعتاد مرارًا وتكرارًا فعل الشيء نفسه.
حسنًا، كيف يمكن التغلب على ذلك الشعور بالتشبث بدائرة الراحة؟
قبل الإجابة عن ذلك السؤال سنحتاج أولًا إلى فهم كيفية عمل مخ الإنسان، وماذا يدور في باطنه يمنعنا من التحرر من القيود التي نضعها لأنفسنا، حتى نتمكن من تغيير عقليتنا ونظرتنا إلى الأمور من حولنا، ويصبح التغيير حينها سهلًا، ومن ثم يصبح الخروج من دائرة الراحة تلقائيًّا.
مؤلف كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
لبنى الحَو: هي كاتبة ومهندسة مصرية تشتهر بشغفها بالقراءة والطبخ، لديها صفحات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “عالم لبنى الحو”، حيث تشارك تجاربها ونصائحها في تنظيم المنازل وترتيبها، بالإضافة إلى ذلك هي مؤلفة كتاب “بيت أنيق ودفتر تخطيط”، وتسعى دائمًا إلى مشاركة خبراتها المنزلية ومساعدة الأمهات في إدارة بيوتهن وتنظيمها، من مؤلفاتها:
بيت أنيق ودفتر تخطيط.