كيف تستميل الناس إلى طريقة تفكيرك؟
كيف تستميل الناس إلى طريقة تفكيرك؟
يتباهى الناس بالآراء التي توصَّلوا إليها بأنفسهم أكثر من الآراء التي تُملى عليهم، لذا إذا أردت أن تستميل الناس إلى طريقة تفكيرك فدعهم يشعروا أن الفكرة فكرتهم، ويروي الكاتب قصة أحد الرؤساء، استطاع الحفاظ على تأييد رؤساء حزبه ومع ذلك دفعهم للقيام بإصلاحات كانوا يرفضون القيام بها، فكان إذا خلت وظيفة مهمة دعاهم لتقديم مقترحاتهم، فكانوا يختارون رجلًا منكسرًا من أنصار الحزب، فيُخبرهم أنه ليس من الذكاء تعيين رجل لن ترضى عنه الناس، وعندئذٍ يختارون رجلًا ليس هناك شيء ضده لكنه ليس الأصلح لهذا المنصب، فيرفض موضحًا أن هذا الرجل لن يحقق ما يطمح إليه الشعب، ويظل يرفض اقتراحاتهم في كياسة، حتى يأتي اختيارهم مقبولًا، ذلك لأنهم في هذه المرة يختارون الرجل الذي كان قد اختاره بنفسه، فيعبر لهم عن شكره العميق لمساعدتهم، ويعين ذلك الرجل، ويُرجع الفضل إليهم لاختيارهم الرجل المناسب، وبهذا يكون قد أرضاهم وفعل ما يريد عن طريق جعلهم يريدونه، فالرجل العاقل إذا أراد أن يعلو على الناس وضع نفسه أسفلهم، وإذا أراد أن يكون في مقدمتهم، جعل نفسه خلفهم، وأيضاً يساعدك على استمالة الناس إلى طريقة تفكيرك وجعلهم يفعلون ما تريد أن تخاطب الدوافع النبيلة داخلهم؛ فالناس شرفاء، يرغبون أن يكونوا جيدين ملتزمين بالأخلاق الحميدة، وأن يقوموا بما تعهَّدوا أن يقوموا به، وقليل منهم من يخالف ذلك، وحتى الذين يميلون إلى الخداع، إذا عاملتهم على اعتبار أنهم منصفون مخلصون، سيتصرَّفون بحسن نية، وقد فعل “اللورد نورثكليف” ذلك حينما نشرت الصحافة صورة لم يكن يرغب في نشرها، أرسل إلى رئيس التحرير قائلًا: “أرجو ألا تنشروا صورتي هذه مرة أخرى، فأمي لا ترضى بذلك”، وكان برسالته يعزف على وتر حساس في قلوب الجميع وهو حب الأبناء للأمهات ويخاطب النوايا النبيلة داخلهم كما ذكرنا.
الفكرة من كتاب فن التعامل مع الناس
يتناول كتاب “فن التعامل مع الناس” أمثلةً وخبراتٍ وتجارب لأناس وعلماء وملوك وغيرهم في كيفية حل المشكلات والخلافات مع الناس بأخلاق نبيلة، والتغلُّب على المشكلات التي تحدث معهم دون جرحهم، ويشرح كيف يكون الإنسان محبوبًا وسط عائلته وأصحابه وزملائه، وكيف يستطيع أن يملك زمامهم ويدفعهم ليكونوا كما يريد بذكاء وبراعة، وهو كتاب مليء بالخبرات والنصائح المهمة.
مؤلف كتاب فن التعامل مع الناس
ديل كارنيجي: أمريكي الجنسية، وهو مؤلف ومطوِّر لدروس مشهورة في تحسين الذات، ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية، ولد عام 1888 وتوفي عام 1955 بعد أن أصيب بسرطان الدم، منذ عام 1912 وهو يعقد الدورات التدريبية لرجال الأعمال والمهنيين في نيويورك، ومن أهم مؤلفاته؛ كتاب “دع القلق وابدأ الحياة – How to Stop worrying and Start Living”، وقـد تُرجِم إلى لُغـات عدة، وانتشر بشكل واسع في العالم العربي والإسلامي.
معلومات عن المُترجم: مكتبة جرير.