كيف تزيد من إيمانك؟
كيف تزيد من إيمانك؟
إن معالجة ضعف الإيمان تحتاج إلى رباطة جأش وإلى صبر، ولا ينحصر العلاج في شيء أو شيئين، بل لا بد من تناول العلاج كاملًا، وإضافة إلى ما سبق ذكره فإن من أنجح وسائل علاج ضعف الإيمان أن يلزم العبد حِلَقِ الذكر، تلك التي وضَّح مفهومها الإمام ابن حجر (رحمه الله) فيقول: “ويُطلق ذكر الله ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه كتلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم”، فهي إذن مواظبة العبد على القيام بالطاعة والتزامه بها، أما أقوى الحلول التي تزيد القلب إيمانًا فهو الاستكثار من الأعمال الصالحة بشروط عدة، وهي: المسارعة إليها، والمداومة عليها، وتعويض ما فات من الخير والطاعات واستدراكها، والاجتهاد فيها دون أن يتحول ذلك إلى روتين ممل تنفر منه النفس.
ولعل تنوُّع العبادات في الإسلام بين عبادات قلبية وبدنية أو في الأوقات والهيئات والصفات أو غير ذلك رحمة ولُطف من الله بعباده، إذ يسمح هذا التنويع بأن يستلذَّ الناس بما يحبونه من أعمال البر والخير والإيمان، فهذا يحب الصدقات، وآخر يحب صوم النفل (التطوع)، وثالث يحب كفالة الأيتام وهكذا؛ فلينوِّع العبد بين عباداته -غير المفروضة- كسرًا للملل وحفاظًا على حيوية عباداته وطاعته وجديتها، فلو تفكر الإنسان في خاتمته كيف ستكون وماذا يرجو من الله أن يكون خاتمته فإنه لا محالة تزول عنه السُحب والغيَم التي تعوق رؤيته الدار الحق وتجعله يتناسى مآله والمصير الأخير، إذ إن ذكر الموت يحيي قناعة القلب وينشِّط العبادة ويعجِّل بالتوبة والعكس بالعكس، وإلى جانب ذلك فإنه يحسن بالمرء الراغب في زيادة إيمانه أن يتدبر ويتأمل منازل الآخرة ومشاهدها كما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف، وكذا الانكسار بين يدي الرحمن (سبحانه) في الدعاء من شأنه أن يرقِّق القلوب، إضافةً إلى محاسبة النفس والتحقير من شأن الدنيا وأمورها وإعلاء الآخرة في القلب.
الفكرة من كتاب ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض – الأسباب – العلاج
يشكو كثيرون منَّا داء ضعف الإيمان والشعور بعدم تأثر القلب بالمواعظ والمشاهد التي يفترض أن يرق قلب الإنسان لها كالجنازات والابتلاءات وغير ذلك، وقد يشكو عدم تلذُّذه بالعبادات كما كان من قبل، أو أنه لا يستشعر جلال العبادة وجمالها فيؤديها كأنما كانت شيئًا على كمِّه ثم سقط! يعالج كتاب “ظاهرة ضعف الإيمان” هذه الظاهرة من خلال الحديث عن أعراضها وأسبابها وسُبل العلاج منها.
مؤلف كتاب ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض – الأسباب – العلاج
محمد صالح المنجد: داعية ومؤلف سوري، وُلد عام 1961م وأقام بالمملكة العربية السعودية فدرس بها حتى تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كما درس العلوم الإسلامية على يد ثُلَّة من علماء المسلمين وشيوخهم، وشغل كذلك إمامة جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر بالمملكة، وهو مؤسس موقع “الإسلام سؤال وجواب”، وله محاضرات وبرامج مرئية ومسموعة، إضافةً إلى تركته من كتب الدعوة والعلوم الإسلامية، ومنها:
كيف تقرأ كتابًا؟
33 سببًا للخشوع.
كيف عاملهم؟
معاني الأذكار.