كيف ترقى بهمَّتك؟
كيف ترقى بهمَّتك؟
ننتقل إلى الخطوة التالية نحو الرقيِّ بالهمَّة، وهي الصدق فيها وطلب العون من الله تعالى بالدعاء والالتجاء إليه، فكل أمرٍ هو منه وهو القادر على الاستجابة لما نرجوه، ثم تحمل المسؤولية والاعتراف بالخطأ حين يحدث، والاعتراف بقصور الهمَّة وحاجتها الدائمة إلى السعي الصادق والتطوير، وترتبط هذه الخطوة بالثقة بالنفس كون صاحبها قادرًا على المُضيِّ قدمًا وتحقيق غايته، ثم خطوة قراءة سير أهل الجد والاجتهاد من رجال عظماء حقَّقوا ما غيَّر العالم وأصلحوا ما عجزت أمم عن إصلاحه.
وتُوجد أشياء تُسمَّى بالمُباحات المُضرَّة، والضرر ليس في أصلها وإنما في المغالاة فيها، وهذا ما فيه تقليل الهمَّة وضياعها، مثل كثرة زيارة الأقارب والأصحاب دون جدوى أو هدف واضح وإنما للَّهو والمزاح، وأيضًا الانهماك في تحصيل المال والتجارة لهدف دنيوي كالسعي للثراء، مما يحطُّ من همَّة صاحبه ويُنسيه غايته الحقيقية، وكثرة التمتُّع بالمباح من المأكل والمشرب والملبس بشكل مُبالغ فيه، ونستحضر هنا نصيحة شيخ الإسلام ابن تيمية لتلميذه ابن القيِّم بعدم الكثرة بالتمتُّع بالأمور المُباحة لما لها من ضرر وإلهاء، وتُوجد كذلك أسباب أكثر شهرة كالتسويف والكسل وما أعظم ضررهما، فهذا يوليوس قيصر كانت تكلفة تسويفه لقراءة رسالة خسارة حياته، ويحذر الكاتب الدعاة من التسويف الكبير في الدعوة لدين الله وأحكامه، لأن الأحوال تتغيَّر وقد تضيع من أيديهم الفرص المُتاحة لهم في وقتهم الحالي.
الفكرة من كتاب الهمة طريق إلى القمة
يعيش الإنسان أيامه بأقدارٍ كُتِبَت له، فيتمنى أشياء في حياته تشغل باله فيركض نحوها تارةً، ويملؤه التسويف تارةً أخرى، وإذا ركض انهمك كالآلة حتى ينسى أصله والغاية الكبرى من وجوده في هذه الحياة، ولكن ما الذي يحرِّكنا نحو أهدافنا حقًّا وكيف ننمِّيه ونجعله إيجابيًّا يأخذنا نحو القمة الحقيقية التي نكون بها إضافةً إلى أنفسنا وأمَّتنا وديننا؟ إنها الهمَّة.
مؤلف كتاب الهمة طريق إلى القمة
محمد حسن عقيل موسى الشريف، داعية إسلامي سعودي متخصِّص في علم القرآن والسنة، بالإضافة إلى كونه طيارًا مدنيًّا في الخطوط الجوية العربية السعودية، وأستاذًا جامعيًّا.
ومن أهم مؤلفاته: “أثر المرء في دنياه”، و”مقياس العمل المؤثر”، و”المرأة شؤون وشجون”، و”الأمن النفسي”، بالإضافة إلى عشرات المجلدات التاريخية والقرآنية والدعوية.