كيف تختار شريكة حياتك؟
كيف تختار شريكة حياتك؟
إن الرجل عندما يختار امرأة للزواج فهو يختار سكنًا لنفسه، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾؛ فالزوجة للزوج هي مصدر الراحة، وهي المحافظة على عرضه وماله ووقته، كما أنها حبيبته وشريكة حياته، وبالتالي فإن هناك عدة أدوات، من وجهة نظر المؤلف، إذا استخدمها الإنسان الاستخدام الأمثل فإنه يستطيع أن يصل من خلالها إلى الزوجة الصالحة، وهي الإجابة على “متى؟ ولماذا؟ ومن؟ أين؟ وكيف؟”.
متى تبدأ في الاختيار؟ عندما تنمو شخصيتك وتعرف أهدافك في الحياة، وتكون قادرًا على تحمل مسؤولية الإنفاق على بيت وزوجة وأولاد، وهذا النمو يدركه الإنسان ويكتسبه نتيجة مروره بتجارب حياتية يكتسب منها الخبرات التي تساعده على النمو العقلي والفكري لتكتمل شخصيته، ويمكن أن نقول إن أنسب سن للفتى للتفكير في الاختيار لا الزواج هو سن 18 سنة، لماذا؟ لأن هدف الإنسان من الارتباط هو تحمل مسؤولية الغير من زوجة وأولاد، وما يدركه من حلاوة المشقَّة في جلب الرزق الحلال لهم لتكوين بيت مسلم.
من؟ أن تكون ملتزمة دينيًّا لكي تحافظ على زوجها وبيتها، وتربي أبناءها تربية صالحة قائمة على طاعة الله، وأن تكون ذات حياء وغير متبرِّجة، تسرُّك إذا نظرت إليها، كما يجب أن يكون هناك تقارب بين العائلتين ماديًّا واجتماعيًّا، ويستحبُّ أن يكبر الفتى عن الفتاة نحو خمس أو سبع سنوات؛ إلى جانب التقارب العلمي والفكري بين الطرفين، ويُفضَّل أن تكون المرأة أقل من الرجل فكريًّا وعلميًّا.
أين؟ يوجد الكثير من الدوائر يمكن أن يختار منها الإنسان شريكة حياته بعد بحث دقيق وعاقل منها: دائرة “الأقارب” حيث نجد تساهلًا في بعض المعوقات المادية، ودائرة “المعارف” التي تشمل معارف العائلتين وأصدقاءهم وجيرانهم؛ كيف؟ يجب أن يكون لديك إرادة وعزيمة قوية من الداخل في اختيار زوجة تعينك على أمور دينك ودنياك وترعى أولادك، فعليك أن تستشير شخصًا أمينًا وحكيمًا، وأخيرًا استخارة الله (سبحانه وتعالى).
الفكرة من كتاب على أعتاب الزواج
لقد أولى الإسلام عناية خاصة بالأسرة كونها عماد المجتمع، حيث ذُكِرت معظم الأحكام المتعلقة بالأسرة في القرآن الكريم بالتفصيل، وتشديدًا على أهمية العقد المبرم بين الرجل والمرأة، فقد أسماه الله (عز وجل) بالميثاق الغليظ، فالزواج في الإسلام ليس قضية شخصية، بل قضية اجتماعية كبرى، لذلك لم يدعُ الإسلام أي مسألة متعلقة بالأسرة إلا ووضع لها حكمًا وقام بتفصيلها حتى لا يكون هناك مجال لأي تدخل بشري في كيان لم يخلقه البشر.
مؤلف كتاب على أعتاب الزواج
د. أكرم رضا: عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات المساندة والتطبيقية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهو حاصل على بكالوريوس الكيمياء والعلوم الصيدلية من كلية الصيدلة جامعة القاهرة، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة؛ كما أنه حاصل على العديد من الدبلومات منها الدبلوم الخاص في التربية وعلم النفس.
له العديد من المحاضرات المنشورة، والمؤلفات، ومنها: “بلوغ بلا خجل”، و”متعة النجاح”، و”أوراق الورد وأشواكه”، و”كيف تبنين بيتًا سعيدًا؟”، و”بيوت بلا ديون”، وغيرها.