كيف تختار المشروع الذي يُناسبك؟
كيف تختار المشروع الذي يُناسبك؟
إنَّ لكل فرد مواهبه وقدراته، وهذه سنة الله في عباده، قسم بينهم مواهبهم وملكاتهم كما قسم بينهم أرزاقهم، وهذا التفاوت موجود في الأمور الدينية والدنيوية، ففي الأمور الدينية؛ تجد من فُتح له في باب الصدقة، فيُنفق من ماله الكثير، ومنهم من فُتح له في حفظ القرآن الكريم، فلا يملُّ تكراره وتدارسه، وكذلك في الأمور الدنيوية؛ فهناك من يجد الرياضات سهلة يسيرة، فيبرعُ بذلك في مجال الهندسة، ومنهم من يجد في نفسه طاقة لممارسة مهنة الطب، أو التجارة، أو الصناعات اليدوية، وهكذا.
ومهمة اكتشاف المواهب وتنميتها بدايةً من الطفولة، تقع في المقام الأول على عاتق الآباء والأساتذة، وتُعدُّ الألعاب بأنواعها وسيلة لذلك، إلى جانب اهتمام الأب بملاحظة طفله، فإذا رآه شديد التركيز جيِّد الحفظ كان ذلك من علامات إقباله على العلم، وربما وجد منه عدولًا عن العلم، لكنَّه بارع في المهارات الرياضية، فيوجهه بذلك إلى الفروسية ونحوها، فكان ذلك أنفع له وللمسلمين، ثم يجيء دور الشاب إذا عقل وأصبح يافعًا، وجب عليه أن يبحث عن مواضع إبداعه، فإذا لم تكن واضحة جلية فلا بأس، يمكنه تلمُّسُها بتجربة المجالات المختلفة.
واستنادًا إلى ما يجده المرء في ذاته من مهارة وقدرة في مجال ما، يبدأ في اختيار المشروع الذي يُلائمه، وتصنيفات المشاريع كثيرة ومتنوعة، فهناك المشاريع الطويلة التي تحتاج لتنفيذها سنوات، مثل مشروع الزواج أو الدراسات العليا، ومنها ما هو قصير مثل حفظ القرآن الكريم أو تعلم الحاسب الآلي أو إتقان لغة، ومنها ما هو رئيس يستغرق وقت الإنسان كاملًا، ومنها ما هو فرعي يمكن الجمع بينه وبين غيره، وهناك مشروعات فردية وأخرى جماعية، ومن حيث العمل نفسه فالمجالات كثيرة، فهناك مشروعات دعوية، وعلمية، واجتماعية، وتجارية، وإعلامية.
الفكرة من كتاب مشروعك الذي يلائمك
خلق الله الإنسان واستخلفه في الأرض ليكون فردًا عاملًا متعبدًا، يصلح ولا يفسد، ويجتهد لا يتكاسل، ويسعى لإعمار الأرض والتعبُّد بعمله فيها عملًا بقوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، وفي هذا الكتاب، وجَّه الشيخ محمد صالح المنجد حديثه إلى الشباب بخاصَّة، وحدَّثهم عن أهمية وجود مشروع في حياة الإنسان، وكيف يختاره بناءً على مواهبه التي يمتلكها، وما خطوات العمل عليه بدءًا من الإنشاء، ثم عرض الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى فشل المشروعات، وختم حديثه بعرض بعض المشاريع الناجحة ليقتدي بها القارئ في مسيرته.
مؤلف كتاب مشروعك الذي يلائمك
محمد صالح المنجد: فقيه وداعية فلسطيني، حصل على درجة البكالوريوس في البترول والمعادن من جامعة الملك فهد بالسعودية قسم إدارة صناعية، ثم اتجه بعدها إلى الدعوة بإرشاد من الشيخ
عبدالعزيز بن باز فعمل إمامًا وخطيبًا وهو دون الثلاثين، ومارس الدعوة بكل الوسائل المُتاحة على أرض الواقع ومن خلال الشبكة العنكبوتية، فألقى المحاضرات في المساجد وعن طريق البرامج التليفزيونية والتسجيلات الصوتية، لذلك يُعد من أكثر الأئمة تأثيرًا في الأوساط الشبابية، وأنشأ موقع “الإسلام سؤال وجواب” عام 1997 ليكون أول موقع إسلامي على الإنترنت، وما زال يُشرف عليه وعلى تسعة مواقع إسلامية أخرى، ويُشرف أيضًا على منصة “زاد” للتعليم الشرعي، وله مؤلفات عديدة منها: “ظاهرة ضعف الإيمان”، و”كيف تقرأُ كتابًا؟”، والعديد من السلاسل مثل: سلسلة “أعمال القلوب”، وسلسلة “مفسدات القلوب”.