كيف تحول الإنترنت من وسيلة تواصل إلى وسيلة حرب؟
كيف تحول الإنترنت من وسيلة تواصل إلى وسيلة حرب؟
اعتدنا مشاركة الأخبار، والتعليق على الأحداث، والتواصل مع أصدقائنا، ولكن تلك مرحلة قد ولّت، أما الآن فبسبب إمكانية التواصل وحرية نشر المعلومات في أي بقعة على كوكب الأرض، أصبحت الشبكات تُستخدم لنشر الرعب والإرهاب والأكاذيب والمؤامرات باستمرار، وبات صدى ذلك المحتوى أسرع انتشارًا من الحقيقة والمحتوى المعتدل، فوجدت الكيانات المتطرفة الإنترنت أداة مثالية لنشر الرسائل والتسويق لمفاهيمها، بل وتجنيد الآلاف وتحفيز وقوع عمليات إرهابية وجرائم كراهية في أقوى مجتمعات أوربا أمنًا، فأضحى الجميع خائفًا.
في ولاية شيكاجو -صاحبة أعلى معدل لجرائم العصابات عالميًّا- يمكن أن تنهي الإهانةُ أو الاستفزازُ عبر منصات التواصل حياتَك، فأفراد العصابات يقتلون بعضهم بعضًا بسبب المناوشات الإلكترونية، ويستعرضون جرائمهم في دائرة مفرغة من الدعاية والترويج للعصابة، ومحاولة إثبات علو كعبها على منافسيها، وتجري كل تلك الانتهاكات على مسرح عالمي، يمكن لأي شخص في أي مكان مشاهدة عرضه، بل والتأثير فيه وتوجيهه.
ويمكننا القول إن منصات التواصل أعادت صياغة شكل الحرب، فقديمًا مثلًا لم يتمثل هدف الحرب في تحطيم قوة العدو العسكرية فقط، بل وتحطيم روح أفراده، فلجأت الدول إلى الدعاية، كإلقاء الجيش الألماني منشورات التهديد على قاطني لندن، وكما ترى، فالأمر مكلف لكلا الجانبين، أما الآن فتحطيم روح العدو أصبح أكثر سهولة بسبب سهولة التواصل على الشبكات، يستقبل الجنود والشعب جميع الرسائل الخارجية، حتى تلك التي يرسلها عدوهم، كما حدث مع الجنود الأوكرانيين في حربهم ضد روسيا، وانهيارهم نفسيًّا بسهولة، بسبب الإرهاب الرقمي الذي تعرضوا له لساعات.
الفكرة من كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
هاتف ذكي ذو اتصال بالإنترنت أكثر فائدة من دبابة، تلك حقيقة الحرب في العصر الرقمي، فمنصات التواصل الاجتماعية ليست للتواصل فقط، بل هي عالم افتراضي متكامل، له طريقة في الحرب والتضليل، وله أساليب في جذب الاهتمام، عالم يمتلك طبيعة خاصة في محتواه، بعدما ننتهي من الكتاب، سترى نفسك فجأة على مسرح أحداث عالمي، يؤثر فيك وتؤثر فيه.
فكيف أثرت منصات التواصل في حياتنا؟ هذا سؤال تقليدي، فلنُعِد صياغته إلى: كيف دفعتنا منصات التواصل إلى حرب عالمية يومية في كل ثانية؟ وأين تقع أدوارنا؟ وهل يلزمنا معرفة كيف نمارسها أم إننا ننخرط فيها دون وعي بالصورة الكبيرة؟ ولماذا تنتشر الأكاذيب أسرع من الحقيقة؟ وكيف تؤثر في أكبر أحداث العالم؟
مؤلف كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
بي دبليو سينجر: عالم سياسي واستراتيجي أمريكي، وُلد في 5 أغسطس في بروكلين بنيويورك عام 1974م، حصل على درجة البكالوريوس من كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، بجانب عمله الأكاديمي، كما شغل منصب مستشار لعدة وكالات حكومية، بما في ذلك وزارة الدفاع الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي.
قُدِّرَت مساهماته في مجال العلاقات الدولية والأمن على نطاق واسع، فحصل على عديد من الجوائز عن كتاباته وتدريسه، بما في ذلك جائزة أرثر روس للكتاب من مجلس العلاقات الخارجية، وجائزة بيلينجتون للأمن السيبراني من مكتبة الكونجرس.
وقد كتب عديدًا من الكتب الأكثر مبيعًا مثل:
Wired for War: The Robotics Revolution and Conflict in the 21st Century
Cybersecurity and Cyberwar: What Everyone Needs to Know
إيمرسون تي بروكينج: كاتب وصحفي ومحلل أمني أمريكي، حامل لدرجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة ييل، ودرجة الماجستير في الدراسات الأمنية من كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون، يعمل حاليًّا زميلًا في مختبر الأبحاث الرقمية في مجلس الأطلسي، كما يشارك في تحرير مدونة Lawfare الأمنية، ويعد من الخبراء المعروفين في مجال الدعاية والتضليل الرقمي، وقد نشر عديدًا من المقالات والتقارير حول موضوعات، مثل: التطرف عبر الإنترنت، والحرب المعلوماتية، وتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نُسبت أعماله إلى وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك صحيفتي The New York Times وThe Washington Post وشبكة CNN
معلومات عن المترجمة:
هدى يَحيى: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الآداب جامعة المنصورة في عام 2016م، ولها عدة إسهامات ترجمية، أبرزها:
أكاديمية الظل.
احتضارات الكون الأخضر.