كيف تجد السعادة في أشد الأوقات تعاسة؟
كيف تجد السعادة في أشد الأوقات تعاسة؟
أحيانًا تعصف بنا الحياة وتلقي بنا في بئر عميقة مظلمة، ولذا يجب أن تعرف كيف تعثر على سعادتك في أشد المواقف تعاسة، فعندما تخرج الأمور عن السيطرة اسمح لنفسك بجرعة من الحزن، فالرغبة في الابتعاد عن الحزن عادةً ما تزيد من تفاقم الوضع، وتطيل مدة الألم، وتزيد المشكلات سوءًا، والحزن ليس ممتعًا؛ ولكنه لا يقتلك، ومع ذلك منه يبدأ الشفاء، ولذلك احرص على التعامل مع آلامك كأنها كائن حي.
ويمكنك إيجاد سعادتك حتى في الأوقات التي لا تحصل فيها على ما تريد، فنحن نبالغ في الحصول على ما نريد، وبمجرد إدراكنا لذلك نكون أقل عرضة للتأثر بأهواء القلب الضعيف، ولذا يجب علينا أن نتوخَّى الحذر بشأن الاستثمار المفرط في الحصول على ما نريد، وذلك لأننا نحن البشر مخلوقات عاطفية تتأثَّر قراراتها بمشاعرها من جوع وغضب، والغضب يتسبَّب في تعطيل وظيفة أفضل أجزاء الدماغ، فتتحوَّل المواقف من سيئ إلى أسوأ عندما نقرِّر معالجة شيء ما في لحظة الغضب، وعندما تدرك ذلك ستعلم حقيقة أن الأشياء التي نريدها واهية، وأنها تتغيَّر وفقًا لمزاجنا، وتصبح الأشياء أقل قيمة عندما ندرك أننا قد نريدها فقط لأننا حظينا بليلة نوم سيئة، أو تخطَّينا وجبة الغداء، كما يقتصر تفكيرنا إلى حدٍّ كبير على المدى القصير، وغالبًا ما تفوق الفوائد الفردية العواقب الطويلة المدى.
بعضنا يتساءل هل بعض الأطعمة وسلوكيات تناولها تؤثر في سعادتنا؟ أجل فنحن ما نأكله كما تقول “اختصاصية التغذية الأسترالية الدكتورة روزماري ستانتون”، ومن الصعب أن تكون سعيدًا إن لم تتمتَّع بصحة جيدة، وهي تكون نابعة من النظام الصحي في تناول الطعام ومن خلال مشاركته مع من تحب، ويفضل تجنُّب تناول الوجبات السريعة، فهي تزيد الوزن، وتقلِّل من شعورنا بالسعادة، وعلى الرغم من أنه يجب علينا أن نكون سعداء بغض النظر عن أوزاننا، فإن الوزن الزائد، والسمنة المفرطة يسبِّبان مشكلات بالصحة، وهذا يؤثر سلبًا في سعادتك، وتذكَّر عندما تمنحك الحياة ليمونًا، فاصنع منه عصيرًا باردًا حلوًا يُذهِب مرارة الأيام.
الفكرة من كتاب كن الشخص الذي يجعلك سعيدًا
نردِّد نحن البشر الكثير من الأكاذيب التي فُطِرنا عليها دون أن نعرف صحَّتها، ولعلَّ أكبر أكذوبة يردِّدها الناس هي: “كن مع الشخص الذي يجعلك سعيدًا”، فهم يظنون خطأً أن وجودك مع شخصٍ بعينه هو ما يمنحك السعادة، ولذا تحدث هذا الكتاب عن السعادة بشكل واسع، وكيف أنها تنبع من داخل الشخص، وليس من باقي البشر فإن لم تكن سعيدًا من داخلك، فلن تستطيع إسعاد الآخرين أو الشعور بالسعادة معهم، وسيدُلُّك هذا الكتاب على مفتاح السعادة، وكيف تستطيع إيجادها في أشد المواقف تعاسة، كما ستجد أجوبة مُرضية لجميع أسئلتك عن السعادة، فالسعادة اختيار، ولذا توقَّف عن انتظار قدوم شخص ما ليسعد حياتك، بل سارع بفعل ذلك بنفسك لنفسك؛ من خلال قراءتك للتالي.
مؤلف كتاب كن الشخص الذي يجعلك سعيدًا
يتكوَّن الكتاب من عدة مقالات لعدد من المؤلفين، وتتحدث عن السعادة ومعناها، إذ يحتوي الكتاب أكثر من ثلاثين مقالًا تتحدث عن السعادة، كل مقال لكاتبٍ مختلف، جمعتها المترجمة في كتابٍ واحد، وأضافت طابعها الخاص على الكتاب.
معلومات عن المترجمة:
الدكتورة إيناس سمير: مترجمة، وطبيبة أسنان مصرية، تخرجت في كلية طب وجراحة الفم والأسنان عام 2019 بجامعة طنطا، وترجمت العديد من الأعمال الذائعة الصيت لدار عصير الكتب للترجمة والنشر والتوزيع، ومن هذه الأعمال: “آن في المرتفعات الخضراء”، “إلى كل الأولاد الذين أحببتهم”، “ملاحظة: ما زلت أحبك”.