كيف تتنافس المدن على النجاة؟

كيف تتنافس المدن على النجاة؟
أمام تهديدات تغير المناخ، ستتنافس المدن على النجاة، وسيصوّت الناس بأقدامهم للفائزين، كيف؟ عن طريق التغير الديموجرافي؛ يُطلق اسم نازحي المناخ على المهاجرين من منطقة إلى أخرى أكثر أمانًا وازدهارًا، ستحاول المدن استقطاب تلك الفئة وخصوصًا ذوي المهارة العالية منهم ليزيدوا من قدرتها على المنافسة على النجاة، عبر توفير فرص الراحة وجودة حياة عالية بالإضافة إلى فرص العمل، أي إن المناخ سيعيد ترتيب جودة حياة المدن، فقد تهبط مكانة المعيشة في ولاية نيويورك مقابل ارتفاع مكانة الولايات المستثمرة في الاستراتيجيات الخضراء.

فما تهديدات تغيّر المناخ؟! من الصعب التحقق من توقيت حدوثها ومداها بدقة، لكنها قد تمتد إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدل هطول الأمطار، بجانب ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة احتمالات حدوث الفيضانات، مما سيسبب هجرة عكسية من المدن الساحلية، وهو عكس الوضع الحالي، فالباحثون عن الفرص والخدمات يلجؤون إلى مدن قريبة من البحر، وفي ظل ذلك سترتفع أسعار الطاقة والكهرباء والماء لزيادة الطلب عليها لمواجهة التغيرات المناخية، ذلك هو مستقبلنا، وستحاول المدن الاستفادة من ذلك.
قطعت بعض المدن والولايات الأمريكية شوطًا جيدًا ملهمًا في التحوّل الأخضر، ككاليفورنيا وبيركلي وباقي الواحات الخضراء الشاهدة على نتيجة الوعي البيئي المجتمعي، ولا يتعلق الأمر ببعض الجهود والمبادرات التنموية فقط، بل بالاستثمار الحقيقي في سياسات وحلول واستشارات عميقة، لتتكاتف الجهود على المستويات كافة، ويكتسب الناس نظرة حقيقية نحو المستقبل، ولا يضيّقون اهتماماتهم بالحاضر أو بالعشر سنوات القادمة.
الفكرة من كتاب المدينة المناخية.. كيف لمدننا أن تزدهر في مستقبل أشد حرًّا؟
لو عُرِضَ عليك بيتٌ يطفو إذا حدث فيضان، هل ستُهرعُ لشرائه أم ستتهم المعماري بالجنون؟ قبل أن تندفع في الإجابة فكّر في تغيّرات المناخ، واعلم أن أحد أكبر تهديداته هو الفيضان، عندها سوف يبدو ذلك المعماري عبقريًّا لأنه استبق الأحداث الكارثية، ومن الممكن أن تفكّر في عرضه.
تحتل قضية التغيرات المناخية مكانة أساسية في جميع النقاشات المعاصرة، هل أفسدنا الكوكب؟ هل فات أوان الإصلاح؟ أنسير إلى الهاوية أم من الممكن أن ننجو؟ سنناقش تلك الأسئلة من وجهة نظر متفائلة يؤمن بها الاقتصاديون، بأن البشرية قادرة على التأقلم والنجاة من التغيرات والصدمات، فما الخطوات التي علينا أن نخطوها لنحقق ذلك الهدف؟ وكيف ستبدو الحياة في عالمٍ أشد حرارة في المستقبل؟
مؤلف كتاب المدينة المناخية.. كيف لمدننا أن تزدهر في مستقبل أشد حرًّا؟
ماثيو إي. خان | Matthew E.Khan: عالم اقتصاد وأكاديمي أمريكي، وُلد في مدينة نيويورك في عام 1966م، حاز درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية هاميلتون في عام 1988م، بالإضافة إلى البكالوريوس في التاريخ الاقتصادي من كلية لندن للاقتصاد، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة شيكاجو عام 1993م.
عمل أستاذًا مساعدًا في جامعة كولومبيا وتقدم في المراتب حتى أصبح أستاذًا مشاركًا، ثم انتقل إلى جامعة تافتس وشغل منصب أستاذ مشارك في الاقتصاد، ثم انضم إلى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس حيث عمل في معهد البيئة والاستدامة في عام 2006م واستمر حتى عام 2015م، ثم انتقل إلى جامعة جنوب كاليفورنيا، وأصبح رئيسًا للقسم في عام 2017م، ثم في يوليو 2019 انضم إلى جامعة جونز هوبكنز بصفته أستاذ بلومبرج المتميز للاقتصاد والأعمال.
بالإضافة إلى تدريسه في مؤسسات تعليمية عالية، عمل خان زائرًا في جامعات بارزة مثل هارفارد وستانفورد، وكان نشطًا في الأبحاث بصفته باحثًا مشاركًا في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية وزميلًا باحثًا في IZA، كما يشغل دور محرر مشارك في مجلة Urban Economics، وله مؤلفات عديدة، مثل:
Adapting to climate change: markets and the management of an uncertain future
Fundamentals of environmental economics
في البحث عن جذور الشر.
العطالة والتجاوز.
كما ترجم كتبًا مثل:
جرائم المستقبل.
الفتى هاينريش.