كيف تتكوَّن شخصيتنا؟
كيف تتكوَّن شخصيتنا؟
يمكنك معرفة الأشياء التي تساعدك على التحفيز الإيجابي عندما تشاهد التلفاز مثلًا، وستجد العديد من الأشياء التي تلفت نظرك وتريد تحقيقها وتريد الوصول إلى هذه المشاعر الطيبة، وقد يكون هذا الدافع دافع المعرفة أو دافع الأشياء نفسها وقيمتها أو دافع الأفكار أو الأنظمة أو المشاعر أو الاستفادة، وكل هذه عوامل خارجية تؤثر فيك، وهذا يأخذنا إلى سؤال: هل شخصياتنا بالشكل الحالي قد فُرضت علينا أم أنها من اختيارنا؟ في الحقيقة أننا نختار جزءًا صغيرًا من صفاتنا، فنحن نولد بصفات موروثة، وصفات أخرى نكتسبها بالتربية والبيئة المحيطة، وقليل ما نبنيه بأنفسنا، فأنت تولد بصفة معينة وهي ما تحدِّد ما يمكنك اكتسابه والطريق الذي تستطيع سلوكه بها، والجدير بالذكر أن المحيطين بك يؤثرون بشكل كبير في شعورك تجاه نفسك، إن كنت تحترمها أو تقلِّل منها، فاحترامك لذاتك يعني رضاك ومعرفتك الكاملة لنقائصك ومميزاتك وتقبُّلها، وهذا تكتسبه من خلال تجارب كثيرة خلال الحياة لكن تنشئته كطفل هي ما يحدِّد حجر الأساس لهذا الشعور، وإذا كنت تخالط شخصًا لا يحترم ذاته، فيمكنك مساعدته بأن تمدحه على قدراته وصفاته دائمًا، ولا تربط المدح والمكافآت بالأعمال الجيدة التي يتفوق فيها، فلو مدحته كثيرًا في العموم سيزداد نشاطه تجاه كل شيء، أما لو كافأته فقط على الأفعال الجيدة فهذا يشجِّعه فقط للقليل من الوقت ثم يعود إلى طبيعته.
حتى كونك متفائلًا أو متشائمًا في حياتك فصفة مكتسبة منذ الصغر وتؤثر فيها أيضًا طريقة تربيتك إذا كانت بالإهانة أم بالتشجيع، لكن هذا يسهل تغييره على حسب مجريات الحياة، كما تؤثر إيجابيتك في نمط شخصيتك الذي يجعلك شخصًا تميل إلى الخبرات والمعارف الإنسانية، أي أنك محب للإثارة في حياتك، وهذا أيضًا يتأثر بالجينات، ويؤثر في طريقة اختيارك لعلاقاتك ولعلمك غير التقليدي كالصحافة والمغامرات مثلًا، أو تكون الإنزيمات التي تسبب السعادة قليلة في جسمك فتحتاج إلى مؤثر قوي، أما الأشخاص قليلو الإثارة فهم يميلون إلى الأمان والحياة البسيطة الهادئة، وهذا يجعلهم سعداء، ويبتعدون عن المغامرة والتحدي.
الفكرة من كتاب الدوافع المحركة للبشر الدليل الكامل لأنماط الشخصية
تخيَّل نفسك في سن الثمانين، تفكِّر في كل حياتك الماضية، في من قابلتهم وعرفتهم، ومن فرَّقت الحياة بينكم، تفكر كيف تغلبت على المواقف السيئة، ولماذا أصلًا تحدث لك مواقف سيئة؟ لماذا يؤذي الناس بعضهم بعضًا، بعد كل هذا العمر سيصعب علينا الإجابة عن سؤال لماذا.. لماذا تصرَّفت أنت بجنون أو بغضب أو ببلاهة في موقف معين؟ كيف استطعت أن تكسب مديرك؟ كيف استمرت علاقتك بشريك حياتك؟ كل هذه الأسئلة وأكثر يمكنك معرفتها عندما تفهم الدوافع المحركة للبشر، ستصبح أكثر عذرًا لنفسك وللآخرين، سيكون رد فعلك دائمًا منطقيًّا ومدروسًا ومناسبًا لك ولجميع من حولك، وفي هذا الكتاب تشرح لنا سوزان كويليام الإجابة بالمنطق والعلم، لكنها تنصح بضرورة قراءة الاستبيان الموجود في نهاية الكتاب قبل البدء في القراءة؛ حتى تستطيع أن تستنتج شخصيتك الحقيقية لا الشخصية التي ترغب في أن تصبحها.
مؤلف كتاب الدوافع المحركة للبشر الدليل الكامل لأنماط الشخصية
سوزان كويليام هي عالمة نفس متخصصة في العلاقات، وكاتبة في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، ولدت عام 1950 في مدينة ليفربول بالمملكة المتحدة، وعملت لفترة في مجال الإعلام وقدمت عدة برامج تلفزيونية، وألفت سوزان سبعة عشر كتابًا، تم ترجمتها إلى 18 لغة وفي 22 دولة، من بينها الكتاب الشهير: “Body language secret أسرار لغة الجسد”.