كيف تتقن فن التواصل وتحسن علاقتك مع الآخرين؟
كيف تتقن فن التواصل وتحسن علاقتك مع الآخرين؟
فن التواصل كسائر المهارات يمكن إتقانه عن طريق معرفة عناصره الرئيسة، وأهم النصائح التي يمكنها مساعدتك في تحسين علاقتك مع الآخرين.
عندما تبدأ في التواصل مع أحد الأشخاص الآخرين، يتلقى منك عديدًا من الرسائل التي ترسلها إليه، ولا تقتصر هذه الرسائل على ما تتحدث به بلسانك، وإنما تتضمن كذلك إشارات جسدك، ونبرة صوتك التي التي تتحدث بها، فعلى سبيل المثال عندما تحاول الكذب، تظهر على جسدك إشارات تنبه الآخرين لوجود ما هو غير طبيعي في حديثك وإن اخترت الكلام الذي تتحدث به بعناية.
ينطبق الأمر ذاته على نبرة الصوت التي تتحدث بها، لأن جزءًا من حكم الآخرين اللا واعي على الأشخاص يتم من خلال ملاحظة نبرة أصواتهم والطريقة التي يتحدثون بها، فعلى سبيل المثال عندما تكون نبرة صوتك هادئة ومسموعة ربما يترجم ذلك في أذهان الآخرين إلى كونه دليلًا على ثقتك بنفسك وصدقك في ما تقول.
ولكي تتواصل مع الآخرين بفاعلية وتحسن من علاقتك بهم، تحتاج إلى تعلم بعض الأشياء، أولها تعلُّم كيفية الإصغاء والاستماع للآخرين، فالأشخاص يحترمون ويقدرون من يصغي إليهم ويعطي لهم فرصة للتعبير عن أنفسهم، وينفرون ممن يفرض نفسه عليهم بحديثه المتواصل.
أمّا ثاني هذه الأشياء فهو معرفة الأوقات التي يحسن فيها الصمت، فعندما تستمع لمعلومة خاطئة من شخص يكبرك في السن أو له فضلٌ عليك، يستحسن أن تصمت دون أن تحاول تصحيح خطئه أمام الناس، كذلك يستحسن أن تصمت عندما يتطاول عليك من هو أقل منك منزلة، أو حين يقاطعك باستمرار من تتحدث إليه، ويستحسن الصمت وعدم الرد عندما تتعامل مع شخص يملك عليك سلطة، لأنك تجعله بصمتك يندم لاحقًا، أمّا ردك عليه فقد يولد ضدك غضبًا دائمًا.
وكما أن لغة الصمت قد يكون لها أثر أبلغ من الكلام في بعض المواقف، فهناك لغات أخرى يكون لها أثر أبلغ من الكلام في معظم المواقف، كلغة الابتسامة، والتعامل بأدب واحترام مع الآخرين.
أمّا ثالث هذه الأشياء فهو تعلم الاعتراف بالخطأ، مع عدم القيام بسلوكيات تقلل من قيمة هذا الاعتراف، كتبرير أفعالك، أو إلقاء اللوم على الطرف الآخر، أو مزج الاعتذار ببعض النصائح المستهلكة.
ومن الأشياء الهامة أيضًا في أثناء تواصلك مع الآخرين، تعلُّم أن تكون منصفًا حتى في خصومتك، فلا تجعلك الخصومة تنسى فضل الآخرين وإحسانهم إليك، كذلك فمن المهم ألا تسيء الظن بالآخرين، فكثيرًا ما يقود الظن السيئ إلى تبني انطباعات خاطئة عن الآخرين دون الانتباه لحقيقتهم الشخصية.
الفكرة من كتاب نظرية الفستق 2: كتاب سيستمر في تغيير طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء
ما يميز الإنسان من سائر المخلوقات هو أن الله -عز وجل- لم يخلق جميع البشر في قالبٍ واحد، بل منح كل إنسان مجموعة من الخصائص التي تميزه من غيره من البشر.
وهذه الخصائص معظمها يكتسبه الإنسان في أثناء حياته، وكلما سعى الإنسان إلى تغيير ذاته لتصبح أفضل مما هي عليه، كان قادرًا على اكتساب خصائص وصفات تميزه من غيره، وتدفعه إلى التقدم في حياته.
فالفارق بين شخصين يملكان الموهبة والذكاء نفسيهما، لكن أحدهما قانع بما لديه ويرفض التغيير، والآخر يحاول الارتقاء بذاته، هو ما يجعل أحدهما يتفوق ويحقق النجاح في حياته، والآخر يظل كما هو منذ أن ولد.
يحتوي هذا الكتاب على طرائق لتغيير حياتك إلى الأفضل، وتحسين علاقتك مع الآخرين، وتحقيق السعادة في حياتك.
مؤلف كتاب نظرية الفستق 2: كتاب سيستمر في تغيير طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء
فهد عامر الأحمدي: صحفي سعودي من مواليد عام 1966، تعدَّدت أنشطته بين الترحال والإعلام والتأليف وكتابة المقالات التي بلغت أرقامًا قياسية من حيث العدد، أما من جانب الحجم فقيل إنها توازي خمسين رسالة دكتوراه.
ذاع صيته تحديدًا من خلال زاويته “حول العالم” التي احتلَّت الصفحة الأخيرة في جريدة “المدينة” قبل انتقاله إلى صحيفة “الرياض” عام 2006، فكان لتلك المقالات المتنوِّعة المجالات فضلٌ كبير في إثراء الصحافة وجذب القراء، حتى لقب بـ”أنيس منصور السعودية”، وقد بلغت مؤلفاته ستة عشر كتابًا، من أبرزها:
نظرية الفستق “الجزء الأول”.
شعب الله المحتار.
لماذا لا تذهب الخراف إلى الطبيب.