كيف تتغلَّب على مشاكلك في التواصل؟
كيف تتغلَّب على مشاكلك في التواصل؟
إن كانت لديك مشكلة ما أو إعاقة أو فقد، ستشعر أن الناس غير مرتاحين في الكلام معك لعدم إحراجك فيحاولون تجاهل المشكلة التي لديك وكأنهم لا يرونها، كل ما عليك هو المناورة، أن تخبر الآخرين مسبقًا بالطريقة التي يجب أن يتعاملوا بها مع المشكلة حيث لا داعي للارتباك، فمثلًا لو كنت تمتلك مشكلة التلعثم وكانت سببًا لرفضك في مقابلات العمل دون تصريح من أصحاب العمل، وهم يتعاملون معك وكأنهم لا يرون المشكلة، وكأنَّ هناك سببًا آخر لرفضك، فكل ما عليك هو جعلهم يرون المشكلة في البداية فأخبرهم بما تعانيه، وأنه بعض الأعراض قد تظهر في خلال حديثي معكم، وتطلب منهم بعض الصبر، وتطمئنهم أن الأمر يمكن أن يمرَّ على ما يرام لو تعاملنا معه بالشكل الصحيح، في هذه الحالة هم ليسوا مضطرين إلى التظاهر بأي شيء، ولا تجاهل أي ظاهرة، وستجد التعامل طبيعيًّا وليس متكلَّفًا، وهذا يحلُّ مشكلة كبيرة من مشاكل التواصل.
أما الطريقة التالية فهي طريقة المتفوِّقين، وهي مثلًا عندما تجتاز كل الأسئلة في مقابلة العمل، ويأتي دورك لتسأل آخر سؤال حاول ألا تصبح العلاقة مع الذي يجلس أمامك مجرد علاقة متبادلة قائمة على الأخذ والعطاء فقط، بل اجعلها مليئة بالتواصل، لا تسأل بطريقة روتينية مثلًا عن المقوِّمات التي تحتاج إليها الوظيفة، بل اسأل كيف يمكن لدوري أن ينقل المكان إلى حال أفضل مثلًا؟ وفي العلاقات العامة كيف يمكنني تحقيق ما تريد، هذا ينقل المستمع من حالة أن تكون أنت المحور الوحيد لكوننا جميعًا نتواصل ونشترك في المصير والتفكير.
وأهم طريقة في التواصل أن تزيل خوف وتحفِّز الطرف المقابل منك، وأن تدفعه للإنصات، وهو ما قد يفعله بعض الآباء بدلًا من سؤاله عن الدراسة ودرجاته أخذ يحدثه عن مشكلة ما في حياته، ثم وجِّه الحديث لسؤاله عن أصدقائه وحياته، وهذا جعل الابن في دهشة لأنه انسحب للحديث دون مقاومة، وهو أسلوب يسمَّى بالطعم المخادع لأنه بدلًا من الوعظ المباشر يلجأ إلى الأسئلة فتجعل الطرف الثاني هو من يعظ نفسه!
الفكرة من كتاب فقط أنصت
في عالمنا الكل يريد أن يتكلَّم، الكل يريد أن يدلي برأيه، لكن المتميِّز فقط من يتقن فن الاستماع، وهو من يستطيع أن يتواصل بشكل حقيقي وصادق، فالشخص الذي لا يسمع متسرِّع ومُنَفِّر، أما المستمع الحق سيعرف من أين ينطلق الناس، ويبدي لهم اهتمامًا صادقًا، ويستطيع بهذا أن يتقرَّب منهم يعرفهم حق المعرفة وسيحقِّق لهم ولنفسه الكثير من المنافع، وسيجد قلوب من حوله مفتوحةً له.
وفي هذا الكتاب نتعرَّف على سر الوصول إلى الناس، وما الأمور التي تعوق التواصل الجيد، وما قواعد التواصل الحقيقي، وكيف نساعد الناس ونساعد أنفسنا وكيف نتعامل في مواقف الضعف والانكسار، وكيف نتغيَّر إذا كنا قليلي الاستماع؟
مؤلف كتاب فقط أنصت
مارك جولستون: هو طبيب نفسي ومدرِّب تنفيذي ومستشار لمنظمات كبرى؛ إذ إنه مخترع ومطوِّر العملية المسمَّاة “التعاطف الجراحي”، حيث باستخدام التعاطف الموجَّه والمركَّز ، يكون المرء قادرًا على اختراق الناس وتحريرهم من العوائق العاطفية والنفسية الداخلية التي يمكن أن تضعف وظائفهم ورضاهم في الحياة.
ولد مارك في 21 من فبراير 1948 بمدينة بوسطن، وحصل على بكالوريوس من جامعة كاليفورنيا وحصل على الدكتوراه في الطب من جامعة بوسطن، ويعمل طبيبًا نفسيًّا ومؤلفًا واستشاريًّا.