كيف تتغلب على التسويف
ممكن تكون بتستغرب من نفسك، ومن تسويفك للمهام المفروضة عليك.
وبتستغرب إن فيه ناس قادرة تلتزم بالمهام المفروضة عليها، وإنها مبتسوفش زيك.
في الحقيقة، دماغك متشابهة مع دماغ الشخص الملتزم بالمهام اللي وراه، ودا لأن المسؤول الرئيسي عن اتخاذ القرارات المنطقية والمفيدة (والمعروف باسم مُتَّخِذ القرار العقلاني)؛ موجود عندك زي ما هو موجود عنده.
الفرق بس إن جوا دماغك شيء اسمه (قرد المتعة الفورية).
القرد دا بيخليك عاوز تعيش في اللحظة الحاضرة وبس.
مبيهتمش بالماضي، ولا بالوقت اللي ضيعته فيه.
ولا بالمستقبل، أو بخططك وتطلعاتك.
الحاضر وبس.
وما يسببه ليك من متعة.
وفي الوقت اللي (مُتَّخِذ القرار العقلاني) بياخد فيه قرار للقيام بشيء مهم ومنتج، تلاقي القرد دا خرج وأجل الحاجات المهمة دي، وبدأ يسوف ويأجلها لوقت لاحق، ويدور على شيء تعمله.
الشي دا تتوافر فيه صفتين:
* السهولة.
* والمتعة فورية.
ومرة في مرة، تصاب بالإحباط، وتعتقد إنك فاشل، ومش قادر تنجز شيء.
أو بطبيعة الحال تكسل، وتصاب بالتعاسة، والشعور بالذنب والقلق؛ لأنك مأنجزتش اللي مطلوب منك، أو اللي كان يفترض بيك إنجازه.
ايه هو التسويف؟
التسويف:
تأجيل غير مبرر لإنجاز عمل معين، بالرغم من معرفة أن التأجيل دا له أضرار سواء على مستوى العمل نفسه، أو على المستوى المادي والنفسي.
وهو متعلق بنوعين من الأعمال:
* نوع له ميعاد نهائي من التسليم.
زي بحث مثلًا مطلوب منك تسلمه، أو شغل.
واللي لما يقرب ميعاد تسليمه بتلاقي نفسك بتشتغل عليه وتنجز.
والنوع التاني، واللي تأثير التسويف عليه أسوأ.
* وهو الأعمال اللي ملهاش ميعاد تسليم.
زي قراءة كتاب مثلًا، أو تعلم شيء، أو اكتساب مهارة، أو لعب رياضة حتى.
وبنقول سيئ؛ لأن مفيش ميعاد تسليم نهائي، وبالتالي هتستمر في دايرة التسويف دي علطول.
التسويف بيتعمد على قدرتك على خداع نفسك.
على عدم رؤية الماضي، أو الاهتمام بالمستقبل.
على عدم العناية بالوقت، وفهم طبيعة الحياة القصيرة.
وإن باعتيادك التأجيل فأنت كدا بترسخ العادة دي في نفسك، وبيصبح الالتزام ثقيل على نفسك.
التسويف له سببين رئيسين:
1. الرغبة في الإشباع الفوري.
إنك تحصل على متعة من شيء ما.
وغالبًا ما تكون المهام اللي بيفترض علينا إنجازها لا تحتوي على هذه المتعة.
2. الرغبة في تجنب الألم.
الألم الناتج عن بذل المجهود، والتركيز.
أو تجنب المحاولة، والخوف من الفشل.
ببساطة: أنت محتاج يكون عندك (حافز) يدفعك للعمل والإنجاز والاستمرار، بالرغم من عدم وجود عائد فوري، أو بوجود ألم ناتج عن العمل نفسه.
ويكون عندك (إرادة قوية) تخليك قادر تبدأ وتكمل.
ودي شوية حلول ممكن تساعدك.
1. الوعي.
سواء بطبيعة المشكلة أو أبعادها.
وأنا الحقيقة من أنصار الوعي، مش الحلول الجاهزة.
إنك تلاحظ نفسك، وتشوف متى بتكسل أو تسوف؟ ومتى بتخلص اللي وراك وتنجز؟
وايه دوافعك للإنجاز أو التأجيل؟
وبمرور الوقت، هتدور على الحلول بنفسك، وتطبقها.
2. قاعدة العشر دقايق.
إنك تظبط تايمر الموبايل على 10 دقايق بس لأداء أي مهمة.
10 دقايق للقراءة، 10 دقايق لمشاهدة شيء، أو للعمل.
ولما تخلصهم: ابدأ غيرهم.
لحد ما تنجز اللي عاوز تعمله، وتزود حافزك وإنتاجك.
3. ابدأ بالأشياء المهمة واللي بتحتاج مجهود.
وكما يقال (التهم الضفدع أولًا).
بلاش تبدأ بالسهل، وتضيع طاقتك عليه.
وعما توصل للصعب تقف.
4. خد فترات راحة.
تستعيد فيها نشاطك، وتروح عن نفسك.
5. كافئ نفسك.
ابدأ الأول بمخاطبتها بإنك شخص صالح وكفء.
وأديها الثواب والتعزيز اللي تستحقه.
وكافئها كل ما تنجز قدر ما (تحدده أنت).
زي إنهاء شغل يوم مثلًا، أو إنهاء مهمة ما.
وبكدا تبدأ تخلق حافز مادي ليك.
وتربط سعادتك بيه، بدل ما تربطها بوسائل التواصل، أو بالمتعة الناتجة عن الهروب، أو التطنيش.
وبس كدا.
سلام.