كيف تتجنَّب الأخطاء؟
كيف تتجنَّب الأخطاء؟
إن الناجحين في الحياة ليسوا أولئك الذين لم يفشلوا أو يخطئوا أبدًا، بل هم أولئك الذين لم يستسلموا للفشل، فأغلب الذين نجحوا في الحياة كانت بداياتهم سيئة، ومرُّوا بتجارب مريرة، وواجهوا عقبات محبطة للآمال قبل أن يصلوا في نهاية المطاف إلى ما رغبوا فيه، بل ربما كانت نقطة التحوُّل، في حياة بعض الناجحين، لحظة حدوث كارثة أو أزمة ما، فاكتشفوا جانبًا آخر من أنفسهم، وأفضل وسيلة لتعلُّم واكتشاف الأشياء هي وسيلة تجربة الخطأ والصواب.
يقول بعض الخبراء إنه لا يوجد شيء اسمه فشل، بل كل ما في الأمر أن هناك نتائج للأعمال، والوصول إلى نتيجة خطأ ليس فشلًا، فهو نتيجة لتصرُّف معين، وهذا يعني أننا بحاجة إلى تغيير الأسباب لنغيِّر النتائج، فعلى سبيل المثال: إذا أردت الوصول إلى بيت معيَّن، وسلكت طريقًا لا يوصلك إليه فأنت لم تفشل، وكل الذي عليك فعله أن تصحِّح الطريق، وتسلك الطريق الذي يوصلك إلى ذلك البيت.
لقد تعلَّم توماس إديسون ذلك حين قام بمحاولة اختراع المصباح 9999 مرة ولم يوفق إلى ذلك، فقال له أحدهم: “أتريد أن تستمر في محاولاتك بعد أن فشلت تسعة آلاف وتسعمائه وتسع وتسعين مرة؟”، فقال إديسون: “أنا لم أفشل، ففي كل مرة كنت أكتشف طريقة جديدة، لأتوصل إلى ما أصبو إليه”.
ولكن كيف يمكنك أن تتجنَّب الوقوع في الخطأ؟ عليك أن تضع أمام عينيك احتمالات الموقف كي تتفادى الوقوع في الخطأ، وأن تاخذ حذرك، بأن تدوِّن مثلًا ما تحتمل مواجهته في طريق عملك من مشاكل وعقبات، وأن تُعدَّ من الماضي لأن المشاكل تتشابه، وبوسعك أخذ العبرة مما مضى لما سيأتي، والشيء الآخر عليك أن تحسب حساب العواقب، فالذين لا يحسبون العواقب هم أكثر من يقعون عادةً في المشاكل، لأنهم ينظرون إلى البدايات ولا يرون النهايات، لذلك عليك أن تنظر بعيدًا، واستفد من خبرات الآخرين، وخذ العبرة ممن سبقوك، واسألهم النصيحة في كل عمل، وإذا وقعت في الخطأ حاول ألا يتكرَّر، ففي الحديث الشريف: “لا يُلدَغ المؤمن من جُحرٍ واحد مرتين”!
الفكرة من كتاب كيف تتغلَّب على الفشل؟
يستهلك الفشل من الوقت والجهد أكثر مما يستهلكه النجاح، حيث إن الفشل ليس الخمول والسكون والكسل فحسب، فلربما يكون حليف الجهود المبعثرة والنشاط الهدَّام.
وفي هذا الكتاب يأخذنا المؤلف في رحلة لنتعرَّف فيها على عوامل تجنُّب الفشل، مبتدرًا نصائحه بضرورة تجنُّب إرادة الفشل، وباتخاذ خطوات عملية لمواجهة المشاكل، وبالتنبيه لضرورة الابتعاد عن الزوايا الحادة، وموضِّحًا للقارئ كيف يستثمر ذلك في حال الوقوع في الفشل والوقوف من جديد، ثم يقدم نصائحه للسير على طريق النجاح، داعيًا قارئه إلى سماع كل النصائح؛ ليغربلها ويأخذ منها كل شخص ما يتناسب معه.
مؤلف كتاب كيف تتغلَّب على الفشل؟
هادي المدرِّسي: عالم دين شيعي عراقي، ولد في كربلاء سنة 1957م، وينحدر من أسرتين اشتهرتا بالعلم، وله سلسلة كتب كثيرة في تكوين الشخصية تحت عنوان “تعلَّم كيف تنجح”، ومنها: “عوامل النجاح”، و”فنون النجاح”، و”مفاتيح النجاح”، و”واجِه عوامل السقوط”، إضافةً إلى كتب أخرى مثل: “كيف تتمتَّع بحياتك وتعيش سعيدًا”، و”الصداقة والأصدقاء”، و”حوار ساخن عن الإلحاد”.