كيف تتجنب الصدام؟

كيف تتجنب الصدام؟
لماذا يقع الأهالي في صدام مع أبنائهم المراهقين؟ إن مشكلة الصدام غالبًا ما تكون أصعب المشكلات التي تواجه الأهالي والمربين، وقد ذكر بعض المختصين أسبابًا عدة تدفع الآباء والأمهات إلى الصدام مع أبنائهم المراهقين، في مقدمة هذه الأسباب طبيعة مرحلة المراهقة وما يواجه المراهق من صراعات داخلية تنعكس آثارها على حياته الخارجية، ويكون الصدام مع الأهل أبرز صورها، كالصراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراعه بين مغريات الطفولة ومتطلبات الرجولة، والصراع بين الطموحات الزائدة والتقصير بالواقع، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومسلمات وهو صغير وتفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وكذلك الصراع الثقافي بين جيله وما له من آراء وأفكار الجيل السابق.

أما السبب الثاني من أسباب التصادم فهو قول “لا” و”ممنوع”، فبمجرد أن يسمعهما المراهق يبدأ في العناد والتمرد، لأنه لا يحبهما، ويعدهما شكلًا من أشكال فرض القيود على السلوك، ودلالة على تسلّط الكبار، وتبدُّل مشاعر الآباء والأمهات عندما كانوا يلبون للطفل رغباته وحينما كبر صاروا يرفضون ويقيدون، لكن كلمتي “لا” و”ممنوع” تصبحان مفيدتين عند استخدامهما مع طرح البدائل الإيجابية في الوقت نفسه، ومناقشة أهمية الحدود التي نرسمها وضرورة القيود التي نضعها مع المراهق.
وأما السبب الثالث فهو عدم تفهم احتياجات المراهق وتلبيتها كما ذكرنا سابقًا، والسبب الرابع عرض ما نريد بلغة الأمر المباشر، مثل قول: “افعل” و”لا تفعل” دون بيان أو تبرير، ولكي نتجنب الصدام ينبغي أن نستعمل لغة المعايير أو التبريرات، وهي أن نطلب من المراهق فعل أمر ما لأنه سيؤدي إلى نتائج إيجابية، مع توضيح أثرها فيه.
والسبب الخامس هو أن نطلب فعل شيء في وقت يمارس فيه أشياء ممتعة، وحتى إن كان هذا الشيء مهمًّا في نظرك، فمن الأفضل انتظاره حتى ينتهي، ويستثنى من ذلك الأمور الضرورية مثل: الصلاة أو الذهاب إلى المدرسة.
والسبب السادس والأخير هو التركيز على اصطياد السلبيات وتجاهل إيجابياته، فذلك يقلل من احترام المراهق لنفسه ويشعره بأنه كائن ضعيف.
الفكرة من كتاب المراهقة وسنينها: برنامج عملي في فنون التعامل مع المراهقين ومهارات احتوائهم
غالبًا ما يواجه الآباء والأمهات مشكلات في التعامل مع سلوك أبنائهم المراهقين لدرجة قد تصل بهم إلى الصدام وبناء حواجز تحول بينهم، فتجد كل طرف يشتكي عدم تفهم الطرف الآخر، الآباء والأمهات يشتكون عناد أبنائهم وعدم طاعتهم لكلامهم وعصبيتهم المفرطة على أتفه الأسباب والرد بأسلوب غير لائق، أما الأبناء المراهقون فيشتكون أيضًا أن الآباء لا يستمعون لهم ولا يهتمون بمشكلاتهم النفسية ويتعاملون معهم على أنهم أطفال صِغار!
في حين أن حل هذه المشكلة بسيط ويكمن في وعي الآباء بطبيعة مرحلة المراهقة واحتياجاتها والتغيرات التي تطرأ خلالها، والابتعاد عن الأساليب الخطأ في التعامل، وبالخبرة والمعرفة سيصبح توجيههم لأبنائهم المراهقين أفضل، مما سيدفع المراهقين إلى تقديم أنفسهم لأهلهم بشكل أفضل، وهذا ما سنجده في الكتاب بشكل عملي وأسلوب سلس واضح.
مؤلف كتاب المراهقة وسنينها: برنامج عملي في فنون التعامل مع المراهقين ومهارات احتوائهم
مصطفى النجار: كاتب وباحث تربوي، واختصاصي تعديل السلوك، ألقى عديدًا من المحاضرات وقدم عديدًا من الدورات والندوات في مجال التربية، وشارك في المبادرة الثقافية مثل: تحدي القراءة للشباب والأطفال بالريف المصري.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
دليل الأسرة في مواجهة الإلحاد.
مراهقون بلا مشاكل: برامج عملية في علاج المشكلات المعاصرة للمراهقين.
كيف تربي أبناءك تربية نفسية سليمة؟
الأطفال المزعجون ومشكلاتهم.