كيف أقرأ من أمامي؟
كيف أقرأ من أمامي؟
كي لا نقع في شراك الحكم الخاطئ على الآخرين علينا أن نقوم بالخطوة الأولى، وهي قياس مدى قدرتنا الحقيقية على قراءة الآخر من حركة جسده أو نبرة صوته، ويمكن إجراء هذا الاختبار من مكانك بعد الإجابة على هذه الأسئلة، وبعد أن تحدِّد نسبة إجابتك الصحيحة، ومنها: هل تستطيع تحديد إذا ما كان الشخص المقابل يحبك أم لا؟ إذا لم يعجبك شخص ما هل تتجاهل شعورك تجاهه؟ هل تشعر بأن هناك أحدًا يسير خلفك دائمًا؟
الإجابة عن هذا النوع من الأسئلة يسهِّل علينا مهمة تقييم أنفسنا، وإذا ما كنا نمتلك ملكة قراءة الآخر أم لا؛ فإذا كانت نسبة إجاباتك تزيد على 60% فأنت تتمتع بقدرة عالية على فهم الآخر والنفاذ إلى الأشخاص من وراء تعبيراتهم، وغالبًا أنت فطِن ومتيقِّظ، ومن الصعب جدًّا خداعك بالتعبيرات الزائفة، أما إن كانت نسبتك دون 60% فأنت على حسب النسبة، فكلما ارتفعت كنت أقدر على استغلال قدراتك للإلمام أكثر برسائل الجسد والوجه، أما إذا كانت نسبتك من 20% وأقل فأنت بحاجة إلى تطوير هذه المهارة وعدم الرضا بوضعك الراهن فقط لأنك تشعر بالراحة، إذ ينبغي عليك فعلًا مراجعة الأمر، وهذا لا يكون بالهروب من مواجهة الناس أو الفرار من محاولة قراءتهم أو فهمهم أو بالاستنكار من مشاعر السوء وعدم الثقة تجاههم لأن تجاهل هذا النوع من المشاعر قد يكون مكلَّفًا لاحقًا؛ فتعلُّم قراءة الآخرين فن حقيقي يوفِّر علينا الكثير من والوقت والمشاكل مع الأشخاص السيئين، ويشعرنا بالثقة والأمان، كما يسهم في تغيير علاقاتنا مع من نحب إلى الأفضل متجنِّبين ما استطعنا الوقوع في الأخطاء والمخاطر.
الفكرة من كتاب أعرف ما تفكِّر فيه
قد لا ينتبه أغلبنا في محادثاتنا اليومية للرسائل المختبئة خلف نبرات الصوت أو في حركة الجسد أو نظرة العين، في الوقت الذي تعتبر فيه خصائص الصوت دلالة من دلالات السلامة العقلية والنفسية، ومقياسًا من مقاييس فهم الحالة المزاجية للشخص المقابل، حتى أن علماء الأنثروبولوجي قدَّموا أبحاثًا في هذا الصدد لفهم ما يظهر على وجه الإنسان من تعبيرات بغية تحسين التواصل أو قراءة الحالة أو حتى التبيُّن من صدق الشخص أو كذبه، إذ تعدُّ لغة الجسد لغة حقيقية قائمة بذاتها، وكل ما نشعر به حيال الناس في اللقاءات الأولى من مشاعر ارتياح أو حب أو نفور له جانب قوي متعلِّق بلغة الجسد؛ فالقوة التي تعطينا إياها قراءات الأجساد والوجوه من شأنها أن تسهِّل علينا عملية التواصل الصحي مع الآخرين، وأخذ الحيطة والحذر في حالة أخبرنا الحسد بذلك.
مؤلف كتاب أعرف ما تفكِّر فيه
ليليان جلاس: من مواليد ميامي في الولايات المتحدة، وهي صحفية وطبيبة أمريكية، درست في جامعة منيسوتا، وخبيرة في الاتصال بين الأشخاص ولغة الجسم، ومعلِّقة إعلامية، ومستشارة في الدعاوى القضائية، وهي أيضًا مخرجة ومنتجة أفلام، وهي ابنة الناجي من المحرقة روزالي جلاس.
ولديها عدد من المؤلفات منها: “لغة جسد الكاذبين”، و”هو يقول هي تقول”.