كيف أصبحَتْ هيلين ناشطة اجتماعية؟
كيف أصبحَتْ هيلين ناشطة اجتماعية؟
ذاع صيت هيلين كيلر في ميدان العمل الاجتماعي، واهتم الناس بمتابعة أخبار إنجازاتها في مجال التعليم، فكانت تكتب باستمرار في الصحف عن أهمية العمل الاجتماعي وضرورة التطوع من أجله، أما كيف أصبحت هيلين كيلر ناشطة اجتماعية، فكانت إجابتها عن هذا السؤال هي القراءة، فمن خلال القراءة المتواصلة العميقة تمكنت من بناء قاعدتها الثقافية، وقد قرأت كثيرًا مما كتبه النشطاء الاجتماعيون في وقتها، وبذلك عرفت تجاربهم الملهمة.
ولم تسلم هيلين من الهجوم، فقد كتب بعض المحررين أن وجود هيلين ضمن الحركات الإصلاحية هو استغلال لإعاقتها في الترويج لأنفسهم سعيًا وراء كسب الرأي العام، ومن ثم أصبح أكثر ما يؤلم هيلين وكتبت عنه كثيرًا رافضةً له، هو وصفها بالفتاة المسكينة أو الشعور بالحزن لحالها، مما جعلها تسعى إلى لفت انتباه الرأي العام إلى طاقتها وفكرها اللذين تريد تسخيرهما لخدمة الناس، مع حرصها على دحض فكرة التعامل مع صاحب الإعاقة على أنه فقط إنسان معاق بلا عقل ويحتاج إلى آخرين يفكرون نيابة عنه، فكانت هيلين تنشد التوافق بين الأمم والمجتمعات من أجل الهدف الأهم وهو الدفاع عن العمال الكادحين في المصانع والمزارع وأصحاب المهن الحرفية والمطالبة بحقوقهم، فهذا برأيها من صميم دور المثقفين والعلماء والنشطاء.
ومن أبرز أنشطة هيلين الاجتماعية المطالبة بحقوق النساء، ففي ذلك الوقت كانت القوانين والتشريعات في بعض ولايات أمريكا ظالمة مجحفة للنساء، ولا يجدن من يدافع عنهن ضد تلك التشريعات. وقد وجدت هيلين أن الرجال يستهجنون ويرفضون الحديث عن حق المرأة السياسي في الاقتراع والتصويت بالانتخابات، ويؤكدون أنها أمور غير ضرورية لا تناسبها، وكانت هيلين لا تفهم كيف لا تكون للمرأة حقوق سياسية برغم أنها تشارك الرجل في المجتمع وتؤدي واجباتها، وهذه الانتخابات التي تحدث تؤثر في مسار حياتها ومعيشتها تمامًا مثل الرجل.
رأت هيلين أن الحقوق لا تُنال إلا بالقوة، فالرجال أنفسهم استغرقوا سنوات طوال للحصول على الحقوق التي يرونها اليوم طبيعية عادية، وبالنظر إلى التاريخ نجد كثيرًا من الأمور التي تعرضت للهجوم والنقد أصبحت مباحة بمرور الزمن وتطور الحضارة، فنادت هيلين بأننا لن نعيش في مجتمع حقيقي ناجح إلا بإعطاء المرأة حقوقها وحريتها في المجتمع والعمل مثل الرجل.
الفكرة من كتاب كيف بمقدوري مساعدة العالم؟
قد نفكر ونتساءل عما مكّن هيلين كيلر من تجاوز الصعوبات والتحديات التي واجهتها، وكيف أصبحت امرأة لها ذلك التأثير العالمي طوال تلك السنوات، ومن أين جاءت بهذه القوة التي منحتها صبرًا وسلامًا داخليًّا وتفاؤلًا جعلها ملهمة للملايين حول العالم، ولمعرفة الإجابات عن هذه الاسئلة يجب أن نعرف رحلة هيلين ومصادر إلهامها، التي جعلت منها تلك الملهمة التي كانت عليها وكيف أصبحت شخصية عامة، ينتظر الجمهور محاضراتها وكتبها ومقالاتها.
مؤلف كتاب كيف بمقدوري مساعدة العالم؟
هيلين كيلر: أديبة أمريكية ومحاضرة وناشطة، أصيبت في صغرها بمرض السحايا الذي أفقدها السمع والبصر، نشطت في دعم الحريات والعمل المدني والإصلاحي، وفي عام 1934 مُنِحَت جائزة ليندون جونسون (وسام الحرية الرئاسي).
ومن مؤلفاتها المنشورة:
لو أبصرت ثلاثة أيام.
العالم الذي أحيا فيه.
قصة حياتي.
معلومات عن المترجمة:
أميرة الوصيف: كاتبة ومترجمة مصرية، من أعمالها:
هؤلاء لا يأكلون الشوكولاتة.
السيدة سوزان وأخواتها.