كيف أشكِّل شخصية ابني؟
كيف أشكِّل شخصية ابني؟
جميعنا مررنا بتجارب قاسية في حياتنا وتعاملنا مع أشخاص غير أسوياء تركوا في نفوسنا جروحًا وآثارًا لا تُشفى، وهذا جعلنا في خوف دائم من أن يعيش الذين نحبهم نفس التجارب ويقابلوا هؤلاء الأشخاص، فما بالك بخوفنا على أولادنا؟! نتمنى لهم دائمًا حياة أجمل من حياتنا، نريد لهم تجارب سلسة وألا يمسهم في الدنيا نصبٌ، وهذا لن يحدث إلا في الجنة، وللأسف الحرص والخوف الزائد على الأبناء سينتجان أولادًا معقدين نفسيًّا غير مؤهلين للتعامل مع البشر، سواء لانطوائهم أو لخوفهم من الناس.
وقد اقتضت سُنة الكون أن تتألم لتتعلم، وأنك لن تحفظ الدرس لو أعطاه لك أي شخص بسهولة بل يجب أن تستخلصه أنت بنفسك؛ لذلك كان لا بدَّ من التجارب وخوض الحياة، وأخذ الفرصة والثقة الكاملة لهذا الأمر، ولكن هذا لا يعني أن يتوقف الآباء عن النصح والتوجيه وإخبار أولادهم أن ثمن هذه الحرية غالٍ، وأن هناك صعوبات وآلامًا في الطريق، فهذه دعوة فقط إلى الثقة في اختيارات ولدك وعدم حبسه في قفص بحجة الخوف عليه، بل دعه ينطلق ويتعلم مثلما أخذت فرصتك في هذا.
وإذا لم يؤتِ النصح والتوجيه ثماره، وأخطأ ابنك أخطاء فادحة فتحدث معه قبل عقابه، وأظهر الحزن، وقبل أن تعاقبه عليك أن تدرك أن العقاب ليس انتقامًا منه بل وسيلة للتأديب بعيدة كل البعد عن الأذى النفسي والجسدي، ولا تهدده بأي شيء إلا إذا كنت قادرًا على فعله حتى لا تنكسر صورتك الكبيرة بداخله، وعند اشتداد الأمور يجب أن تلجأ إلى الأم التي من دورها تليين الأمور، ونقف قليلًا عند دور الأم لنقول: إن لها أدوارًا كبيرة في تربية طفل صالح، فإن أحسنت اختيارها من البداية وكان بينك وبينها تشابه في الدين والأولويات والمرجعيات سهلت عليك رحلة التربية، أما إذا كنتما مختلفين في كل شيء فمن الطبيعي أن يرسم كل منكما صورة في ذهنه للطفل ويحاول بناءها ويأتي الآخر ليهدمها، ومن الضروري أيضًا احترام الأم أمام أولادها لأن العكس يولد بداخل الأبناء هشاشة نفسية.
الفكرة من كتاب الآن أنت أب
في زمن صارت المادة فيه هي أهم شيء، وأصبح الأب بالنسبة إلى الكثيرين مصرف النقود، والبنك المتحرك الذي لا نراه إلا قليلًا في البيت، وإن رأيناه يكون صامتًا، أو غاضبًا وعاقد الحاجبين، أو حتى غير مهتم بمشكلات وشؤون الأسرة كلها. ومع مرور الوقت أصبحت النصائح التربوية كلها تصب في فكرة التأمين المادي والاجتماعي فقط، ولا أحد يهتم بالتأمين النفسي والفكري والاحتياج العاطفي إلى الأب، ورأينا الكثير من البيوت لا تعرف عن معنى القوامة ولا الأبوة شيئًا، وللأسف يكبر أطفالهم وهم غير مدركين لدور الأب السوي، مكررين نفس المأساة مع أولادهم، منشئين بذلك جيلًا آخر من الأطفال المحرومين عاطفيًّا المفتقدين السواء النفسي.
في هذا الكتاب يأخذنا كريم الشاذلي في رحلة تربوية، معرفًا أهم الأساسيات التي تساعد الأب كي يؤدي دوره على أكمل وجه ولتربية طفل سوي، مستندًا في ذلك إلى الكثير من التجارب التربوية لمتخصصين ولأولياء أمور، جامعًا خلاصة هذه التجارب في 43 نصيحة تربوية.
مؤلف كتاب الآن أنت أب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا، وقد تُرجِمَت كتبه إلى العديد من اللغات، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر، وحلَّ ضيفًا على كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من أبرز مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”إلى حبيبين”.