كيف أثرت هذه المواقع في علاقاتنا بالآخرين؟
كيف أثرت هذه المواقع في علاقاتنا بالآخرين؟
هل حدث خلاف بينك وبين أحد أصدقائك بسبب عدم تفاعلك مع ما ينشره، أو لعدم متابعتك له؟ بالتأكيد ستكون إجابتك نعم! مواقع التواصل الاجتماعي جعلت علاقاتنا هشة وسطحية، تتدمر بسهولة بسبب إلغاء متابعة مثلًا، ولكن يجب علينا توضيح أنه على الرغم من أن هذه المواقع يسرت علينا التواصل بعضنا مع بعض، وبخاصة مع من هم بعيدون عنَّا، فإننا لا يمكن أن نجعلها أساسًا ومقياسًا لتقييم علاقاتنا، فقد أثرت أيضًا على طريقة التعامل في ما بيننا فأصبحنا نفضل التواصل عن طريق “الواتساب” مثلًا عوضًا عن اللقاءات، فبدأنا تدريجيًّا نفقد التواصل الحقيقي مع الآخرين، وكثيرًا ما تحدث المشكلات وسوء التفاهم لأن الرسائل النصية تخفي طريقة الكلام ونبرة الصوت وشكل التواصل.
ومن ثم أصبح من السهل على هذه المواقع أن تسرق منا الكثير من لحظات حياتنا التي لا يمكننا تعويضها مرة أخرى، لذا عليك أن تعيش اللحظة مع أصدقائك، أو والديك عند خروجكم معًا، وأن تقدروا تلك اللحظات بعيدًا عن كل المشتتات. وأنت أيضًا عليك أن تجعل لك وقتًا خاصًّا بعيدًا عن هذه المواقع، حتى وإن لم تفعل به شيئًا يكفي أن تقدر هذه اللحظات فقط؛ هناك الكثير من الأوقات التي لا يجب أن تفوتها لأجل مواقع التواصل الاجتماعي التي ستظل موجودة طيلة الوقت ولن يفوتك شيء منها، أما حياتك إذا ضاعت فمن الصعب أن تعيدها مرة ثانية.
الفكرة من كتاب الإدمان المسكوت عنه.. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
لقد أصبحنا بلا شك في عالم ممتلئ بمدمني مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الإدمان لم يأت بين ليلة وضحاها، ولكنه كان نتاجًا لعوامل كثيرة كسوء استخدامنا لها، لذا أود منك أن تفكر قليلًا مع نفسك في هذه الأسئلة.. “كم عدد الساعات التي تقضيها يوميًّا على هاتفك؟ هل تنتقل من تطبيق إلى آخر بلا هدف واضح، حتى إنك في بعض الأحيان تجد نفسك “تسكرول” فقط؟ متى كانت آخر مرة استمتعت مع من حولك باللحظة التي تعيشها دون توثيقها على تلك المواقع؟” إجابات هذه الأسئلة تحتاج إلى تفكير عميق؛ حياتنا قصيرة وأهم بكثير من أن نضيعها وسط عالم افتراضي إذا انقطعنا عنه لن يفوتنا شيء.
مؤلف كتاب الإدمان المسكوت عنه.. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
ذكرى فهد عبد الرحمن البليهد: كاتبة سعودية، من أشهر مؤلفاتها كتاب أَنجم.