كيف أثرت جريمة الرق في القارة الأفريقية؟
كيف أثرت جريمة الرق في القارة الأفريقية؟
أصبح وضع أفريقيا بعد الاستقلال أكثر فقرًا، وكان هناك غموض حول تجارة الرق، فقد خضعت أفريقيا لتجارب قاسية من العبودية والاغتراب، وجعلت الظروف الخارجية منها قارة عاجزة في تحديات التنمية، واحتياجها الدائم إلى الخارج من خلال طلب المعونة والمساعدات المادية، فكانت المساعدات التي تتقاضاها أفريقيا من الخارج تأتي في شكل غذاء، وتحدث نتيجة تدهور الحياة البيئية، وكأسلحة لتدمير الجماعات الإرهابية، وأموال من أجل استثمارات رأسمالية، وتكنولوجية.
كما أنها مرت بتجربة فقد مواردها البشرية، فقد قدر الزعيم الغاني الراحل “كوامي نكروما” عدد الشباب الذين فقدتهم أفريقيا في خلال القرون الأربعة بمائة مليون كان كلهم في مرحلة الشباب.
ودائمًا ما يلقي الغرب على الأفارقة مسؤولية تجارة الرق، ويقولون: لولا مساعدة الأفريقيين شعوبًا وحكامًا، ما استطعنا أن نأسر كل هذا العدد من أبناء أفريقيا، ومما لا شك فيه أن كان هناك تعاون مشترك بينهما، ولكن لنا أن نفهم ما السر وراء ذلك، وهو إقامة الخلافات بين أبناء القبائل الزنجية في القارة من خلال نقل الأعداد الضخمة من العبيد من أفريقيا إلى أمريكا، واستطاع تجار العبيد من الزنوج ومن الببض أن يلعبوا دورًا في ذلك، وأدى ذلك إلى إقامة كوارث للشعوب الزنجية، وهي سياسة “فرِّق تسد”.
الفكرة من كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
يتضافر هذا الكتاب مع كتاب “العبودية في أفريقيا” الذي يوضح معاملة العبيد الأفارقة، وقد عرفت القارة الأفريقية ظاهرة الرق قبل مجيء الأوروبيين إليها، فكان الرق مكونًا حيويًّا في إطار المجتمع، وله مكان معين تحدده التقاليد السارية والعادات، ولكن تحولت على يد الأوروبيين إلى عملية وحشية من الصيد الذي لا يرحم، وبعد انتهاء مرحلة الاسترقاق في القارة الأفريقية اتجهوا إلى السيطرة على القارة بأكملها شعبًا وأرضًا، وبدأت مع مرحلة الاستعمار الانقسامات بين أبناء القارة مما ساعدهم على عملية الغزو والسيطرة على أراضي القارة وجني ثرواتها منها.
مؤلف كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
عايدة العزب موسى: كاتبة مصرية متخصِّصة في الشأن الأفريقي، ولديها الكثير من الأعمال حول أفريقيا، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “محنة الصومال من التفتيت إلى القرصنة”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”حالتا مالي ونيجيريا”.