كيفية التعلم
كيفية التعلم
هل فكرت يومًا في الطريقة التي تتعلم بها الأشياء؟ لنعُد إلى الوراء إبان تعلمك الكلمات لأول مرة، من كلمة بابا وماما، وانظر إلى نفسك الآن..
صحيح، يعتبر هذا الطفلُ الصغير الجامحُ الخيال الكثيرُ التلعثم أفضلَ مثال قد ترى من خلاله سُبُل التعلم، فالطفل يستطيع اكتساب لغة في غضون عامين، ليس هذا وحسب، بل يستمتع بذلك أيضًا، يدفعه حبه للتعلم وفضوله للمعرفة إلى ارتكاب كثير من الحماقات، التي لولاها لما ميز بين الأشياء وغدا واعيًا مدركًا لمحيطه، لكن مع مرور الزمن يفقد هذا الطفل جزءًا كبيرًا من دافعه ذاك، بأفكار من العيب أو الخطأ، لذا إذا ما أردنا أن نتعلم فعلينا دائما تَذَكُّر طرائق الطفل وكيفية تعَلُّمه.
إن المحاكاة تعد أول مرحلةٍ للتعلم، إذ يُعَد التقليد وسيلةً ناجحة لاستنطاق لغتك الخاصة في التعبير، فالمحاكاة تنص على أن العقل مصمم خصيصى لكي يتعلم من خلال تقليد أفضل ما يراه،ولا يفعل الطفل ذلك على سبيل المشقة والتكلُّف، بل يفعله وهو في غاية المتعة والتسلية.
كما أن اللعب من أهم وسائل التعلم، إذ يعتمد على التخيل، الذي يتطلب من العقل خلق روابط بين الأشياء الجديدة عليه، وبهذا يُخْلَقُ لدى الطفل فضول لمعرفة الأشياء المجهولة وعَلاقتها بما تعلمه، ويظل فضوله هذا دافعًا له للتَّعلم أكثر فأكثر، وفي أثناء ذلك لا يخشى الطفل الوقوع في الخطأ، بل يجعله دافعًا له لبلوغ هدفه في المعرفة، فإن لم تقع في الأخطاء فهذا يعني أنك لم تحاول، وإن لم تحاول فلن تستطيع التعلم على الإطلاق.
في طريقك للتعلم عليك بالمثابرة والاستمرار، فلا شيء يأتي فوريًّا، لذا إذا ما أردت شيئًا فعليك أن تقطع الطريق إلى آخره، ولن تستطيع بلوغ ذلك إلا بالدوام والاستمرار، فالطفل لا ينطق كثيرًا من الكلمات في بادئ الأمر بشكل صحيح، بل يأخذ وقتًا طويلًا في تَكرارها وتهجّيها حتى يفلح في النهاية بنطقها، لذا يُعَد الطفل أنجح وسيلة للتأمل في طريقتك للتعليم.
الفكرة من كتاب قوة الذكاء الكلامي: عشر طرق لتحقيق أقصى استفادة من عبقريتك الإبداعية
تعد اللغة حجر أساس التواصل بين البشر، فكلما زادت مفرداتك كنت قادرًا على إقناع الآخرين أو إلهامهم أو على التأثير فيهم، لذا أصبحت الكلمات من أهم العملات الرابحة في “ثورة المعرفة”، وكلما ازدادت حصيلتك اللُّغوية ازداد نجاحك بشكل عام، وحظيت بتواصل أفضل مع الناس.
لذا يعطي الكتاب صورة عن كيفية تطوير اللغة، فيأخذنا في رحلة لاكتشاف عالم اللغة، وكيفية تطوير المهارات اللُّغوية، وذلك من خلال معرفة سُبُل التعلم، وكيفية إنماء المفردات الكلامية، وسُبُل تحفيز الذاكرة، وتطوير الذكاء الكلامي، إذ يعتبر الذكاء الكلامي هو القدرة على التلاعب بالحروف ودمجها وتجميعها من أجل تكوين جُمَل وكلمات متنوعة، ويُقَيَّم مستوى هذا النوع من الذكاء من خلال حجم الكلمات التي تستخدمها ومقدارها وقدرتك على رؤية العَلاقات المختلفة التي تربط بين الكلمات.
مؤلف كتاب قوة الذكاء الكلامي: عشر طرق لتحقيق أقصى استفادة من عبقريتك الإبداعية
توني بوزان: المشهور بأستاذ الذاكرة، كاتب ومؤلف في علمَي النفس والتنمية البشرية، يرأس مؤسسة Brain Foundation، وهو منشئ مؤسسة Brain Trust Charity ونادي Use your Brain.
نُسِبَ إليه وضعه لخرائط العقل، وهي عبارة عن أداة للتفكير متعددة الأساليب لتقوية الذاكرة، وهو كذلك مؤسس مسابقات العالم للذاكرة التي تعد حدثًا مهمًّا في الأوساط الثقافية والرياضية العالمية، وافته المَنِيَّة عام ٢٠١٩م، وقد ترك سِجِلًّا ضخمًا يحوي أعمالًا بديعة منها:
كتاب استخدم عقلك.
كتاب تحكم بذاكرتك.
كتاب العقل أولًا.
القائد الذكي.