كيف؟
تكمُن الخطوة الأولى في عِلاج هذا الاضطراب في الوعي والتوعية، التي تبدأ بالفرد المُصاب أولًا ثم تنتقل إلى البيئة المُحيطة، إذ يجب عليهِ أن يُثقّف نفسهُ عن ماهيّة هذا الاضطراب، وأن يعلمَ بشكلٍ واضحٍ وحازم أن هذا الاضطراب لا يُمكن استخدامهُ عُذرًا للتهرّب من المسؤوليّات المطلوبة، وبعد إتمام هذه المرحلة يُنتقلُ إلى المرحلة التالية وهي مرحلة التقصّي أو الاكتشاف، أي طرح الأسئلة في سبيل تحديد الحلقة المسؤولة عن الفشلِ الحاصِل، ومن ثم تأتي مرحلة مُناقشة خصوصيّة الاضطراب مع الأفرادِ الذين يُعانون مِنه، ولا يُمكن أن يتم التدّخل العلاجيّ إلا عن طريق تحقيق العامِلين المُتمثّلين في الانضباط، والدِيمقراطيّة، ويعني الانضباط الالتزامَ التامّ بتطبيق الاستراتيجيّات العلاجيّة
والتدرب عليها، أمّا الديمقراطيّة فتعني عدم استخدام هذا الاضطراب عُذرًا للفشل، فالعلاج لا يعني خلق الأعذار أو تعزيز السلوكيّات غير المُلائمة، بل هو وضعٌ لتوقعّات مُناسبة مع الفرد، وتغييرها وتغيير الاستراتيجيّات وفقًا لتغيّر أداء الفرد واحتياجاته، وقد تُحفّز الأدوية المُنشطة التي يستخدمها الأفراد خطة عِلاج النواقِل العصبيّة، إلّا أنها لا تُمكِّن من تخطي التحديات التي يفرضها قصور الوظائف الدماغيّة التنفيذيّة، لذا من الضروريّ إتقان العديد من المهارات التدريبيّة المعرفيّة المُتّبعة في الخطّة العلاجيّة، كما يجب النظر إلى طرائق جديدة في التدريس، وإدارة الفصل، وحرص الرئيس التنفيذيّ على تدريب الدماغ بدلًا مِن مُحاولة تعديل السلوك فقط، وما يجعلُ المُصابين بقصور الانتباه وفرط النشاط أسرى للتسويف هو عجزهم الحقيقيّ
عن تنظيم أفكارهم، وتحديد أولوياتهم، ويُمكن للمُعلّم تطبيق المبادئ الرئيسة لنجاح عمليّة بدءِ العمل وهي: نظم نفسكَ أولًا، وكُن مُستعدًّا، وشارِك وناقش، ويُساعد المُعلّم الطِّفل عن طريق إِكساب الطِّفل مهارات التنظيم، ومهارة تحديد الأولوّيات، ومهارة إدارة الوقت.
الفكرة من كتاب الاستراتيجيّات العلاجيّة لاضطراب قصور الانتباه / فرط النشاط.. وصفة النجاح والتألق
إنّ اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط أُحِيطَ بكثير من الخُرافات التي عادت بالسلب على أصحاب الاضطراب والبيئة المُحيطة، مثل خُرافة أنّهُ يمكن تخطّي هذا الاضطراب بمزيد من الجُهد فقط، وأن الأمر سهلٌ ومُمكن باعتماد الفرد المُجرّد على نفسهِ في تحسين سلوكِه، وهذا الكِتاب إنما هو سعي دقيقٌ ومُكثّف لدحض هذه الخُرافات، ورسم الطريق لهؤلاء الأفراد، وآبائِهم، ومُدرّبيهم حتى يعبروا بسلامٍ إلى برِّ الأمان بأقلِّ خسائر مُمكنة، مع دعم نفسيّ وتوعية مُجتمعيّة، تُتيح لهم إخراجَ إبداعِهم الكامِن خلف هذا الاضطراب.
مؤلف كتاب الاستراتيجيّات العلاجيّة لاضطراب قصور الانتباه / فرط النشاط.. وصفة النجاح والتألق
هدى نهاد شعبان: استشاريّة تربوّية مصريّة وخبيرة في صعوبات التعلّم، عَمِلت في المجال التربويّ في الكويت منذ عام 1996م، ورأست الجمعية المُتخصصة في صعوبات التعلُّم، وكوتش مُعتمد من الاتحاد العالمي للكوتشينغ (ICF