كوني مبادِرة

هل سمعتِ من قبل عن أشهر كلمة (لا) في التاريخ الحديث؟ دعيني أحكِ لكِ الحكاية، يُحكَى أن امرأة ذات بشرة سمراء تسمَّى “روزا باركس” كانت تستقلُّ حافلة في طريق عودتها إلى البيت، وفي أثناء وقوفها لبضع دقايق كانت تشاهد منظرًا مألوفًا في أمريكا آنذاك، وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه رجل أبيض! لم يكن ذلك السلوك وقتها نابعًا من روح أخوية أو لفتة حضارية، بل لأن القانون الأمريكي آنذاك كان يجرِّم جلوس الرجل الأسود وسيده الأبيض واقف، حتى وإن كان الجالس امرأة سوداء عجوزًا، وكان الواقف شابًّا أبيض في عنفوان شبابه، فتلك مخالفة تُغرَّم عليها العجوز، هذه الممارسات العنصرية كانت تصيب “روزا” بحالة من الحزن والغضب، وعندما وقفت الحافلة واستقلَّتها “روزا” أبرمت في نفسها أمرًا، وبمجرَّد أن وجدت مقعدًا خاليًا ارتمت عليه وضمَّت حقيبتها إلى صدرها، إلى أن صعد بعض الركاب واتجه إليها رجل أبيض، منتظرًا أن تفسح له، لكن “روزا” لم تفسح له، حتى ثارت ثائرة الرجل الأبيض، وبدأ الركاب البيض في سب “روزا”، لكنها لم تنبس ببنت شفة وأصرَّت على موقفها، حتى اقتادوها إلى الشرطة، وبالفعل تم تغريمها خمسة عشر دولارًا، حتى ثارت ثائرة السود بجميع الولايات، واندلعت الثورة في أمريكا، وفي النهاية تم إلغاء ذلك العرف والقانون الجائر.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

 وفي عام 2001 بعد مرور 46 سنة على تلك الحادثة، والأمريكان ما زالوا يذكرون هذه المرأة العظيمة المبادرة، لقد ماتت وعلى صدرها أعلى الأوسمة، الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام الذهبي للكونجرس عام 1999، وفوق كل هذا وسام الحرية الذي أهدته لكل بني جنسها، عبر مبادرتها وقولها أشهر كلمة “لا” في تاريخ أمريكا. 

ما أودُّ قوله أنه يمكنك أن تُحدثي أثرًا في هذا العالم إذا آمنتِ بنفسك وكنتِ شخصية مبادرة، والتاريخ الإسلامي زاخر بأمثال تلك القصص الرائعة، التي كانت فيها المرأة مثالًا رائعًا للمرأة المبادرة كـ”سُميَّة” (رضي الله عنها) أول شهيدة في الإسلام، وماشطة فرعون الذي ألقى بأبنائها واحدًا تلو الآخر في النار أمام عينيها، فما الذي ثبَّتهن؟ إنها القيمة التي لامست روحها والإيمان الذي اعتمل بقلبها. 

والمرأة المبادِرة هي التي تواجه الحياة بصدر مملوء بالثقة والعزيمة الإيجابية، ولا تلقي باللوم على الظروف ولا تبرِّر فشلها، وإنما تعيش حياتها كما تريد هي لا كما يراد لها. 

هل ترغبين في تحسين حياتك، وإضفاء جوانب مشرقة عليها؟ أن تكوني أكثر ثقةً بنفسك وتتقني فنَّ المبادرة الإيجابية وتحديد هدفك في الحياة؟ هل ترغبين في تنظيم وقتك وتحسين مهاراتك الاجتماعية في علاقاتك الشخصية ومحيط عملك؟

إن كانت إجابتك بنعم على هذه الأسئلة، فهذا الكتاب لكِ، بأسلوبه الجذاب، وقصصه الممتعة المفيدة، أنتِ الآن في طريقك لأن تصبحي امرأة من طراز خاص! 

كريم الشاذلي: كاتب مصري، ومحاضر في مجال التنمية البشرية، ومختص في مجال التنمية البشرية، ومختص في فنون تربية الأبناء، ولد عام 1979 في محافظة الدقهلية، له عدة مؤلفات وكتب كثيرة عن الأسرة والزواج، والعلوم الإنسانية ومهارات التواصل الاجتماعي، والتطوير الذاتي والاجتماعي، ,منها: “جرعات من الحب”، و”سحابة صيف”، و”لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج”، و”الشخصية الساحرة”، و”اصنع لنفسك ماركة”.