كوريا ومنشوريا
كوريا ومنشوريا
كوريا تسمى شوزن، وتعني أرض الصباح الهادئ، وعاصمتها سول، وبين مرتفعاتها أودية مليئة بالماء، وفيها ستة أنهار، وأغلبها تجفُّ عندما يقترب الشتاء، وتتزاحم فيها القرى، والبيوت مبنية من الخشب المغطَّى بالطين، والسقف يتكوَّن من قش الأرز في شكل هرمي، وتتصف بالفقر وعدم النظافة، وتتكوَّن من منخفضات يزرع فيها التوت، والأرز الذي يأكله الأغنياء، والذرة التي يأكلها الفقراء.
سول تعني العاصمة، فيها الكثير من المباني الفاخرة والشوارع المُضيئة الدائمة الضجيج، وهي مختلفة عن اليابان في الوجوه والأزياء، وأحياؤها ضيقة وغير نظيفة ورائحتها كريهة، والمأكولات تُعرض بطريقة مقزِّزة، ويوجد بالمدينة القصر الشمالي الذي يوجد به غرف جميلة في وسط بحيرة، وأهم معابدها شوزن، ويمكن رؤية سول منه لأنها مدينة منخفضة تحيط بها المرتفعات، وسكانها من الكوريين واليابانيين والصينيين.
منشوريا أرض شديدة الاتساع، تتميز بخصوبة التربة وأكثر مكان ملائم للزراعة في الشرق الأقصى، وأهم ما يُزرع هناك فول الصويا، وهي كثيرة المواشي، وكثيفة الغابات، وغنية بالمعادن وبخاصةٍ الفحم، وتستخدم فيها النقود الصينية، وسكانها يشبهون الصينيين في الشكل والعادات والأخلاق، وبيوتهم من الحجارة والطين.
مكدن عاصمة منشوريا، وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام: البلدة اليابانية ذات الطابع الياباني والمباني والطرق الفخمة والهندسة اليابانية، وفيها نصب تذكاري لتوثيق احتلال اليابان للمكان، والمستعمرة الأجنبية التي يسكن فيها الأجانب، والمدينة الصينية القديمة التي يطوِّقها سور عظيم، ويتصف الناس والأحياء بعدم النظافة، ويكثر العاطلون وينتشر الفقر والتسوُّل.
الفكرة من كتاب جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان
يأخذنا الكاتب في رحلته إلى آسيا التي بدأت في يونيو عام ١٩٣٢، وانتهت بعودته في سبتمبر لنعيش معه ما يراه من جمال الطبيعة وغريب العادات، وما خلَّفته الحضارات والأمم من آثار، ويعرض كل ذلك بنظرة مصرية في أثناء تنقُّله بين بلاد الهند والملايو واليابان وكوريا والصين.
مؤلف كتاب جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان
محمد ثابت: رحالة مصري، خريج مدرسة المعلمين العليا، وكان مُعلِّمًا للمرحلة الثانوية، وتم تعيينه في وزارة التربية مراقبًا للنشاط الاجتماعي، وعميدًا لمعهد المعلمين الابتدائي في الزيتون، وكان محاضرًا في المواد الاجتماعية بكلية النصر.
جمع في مؤلفاته بين الجغرافيا والتاريخ السياسي وعلم الاجتماع، وكان ذلك بغرض تعليمي ووطني لتسير مصر والدول العربية على خطى تلك الدول، ومن مؤلفاته: “جولة في ربوع أوروبا.. بين مصر وأيسلندا”، و”رحلاتي في مشارق الأرض ومغاربها”، و”نساء العالم كما رأيتهن”.