كن هادئًا
كن هادئًا
أعطِ دماغك الذي لا يكف عن النقد والتحدث إجازة، إذ إن عليك أن تتعلم الهدوء والتواصل مع مركز السلام بداخلك، وعندما تحرر عقلك من سنوات الفوضى الداخلية ستتغير، فالهدوء والسكينة بإمكانهما أن يؤديا إلى الصفاء الذي من دونه لن تتمكن من اتباع سبيل جديد في الحياة.
هذه الفوضى نتجت عن سنواتٍ من الانشغال بالخارج على حساب الداخل، ما أدى في النهاية إلى تسرعٍ وقرارات غير مدروسة أو دقيقة نابعة من ردة فعل لا من تفكيرٍ عميق، قد تتحجج بالانشغال والمسؤوليات التي تقع على عاتقك، لكن صدقني ما إن تبدأ حتى تلاحظ التحسن. سيسمح لك التمتع بالهدوء بالحد من التهور والاضطراب العاطفي، وسيساعدك على التخلي عن حاجتك إلى السيطرة، فخصص وقتًا من يومك للهدوء، وابدأ بدقيقتين فقط، ثم حاول الوصول إلى عشر دقائق، ثم عشرين، واستمع للصوت الخافت بداخلك، وحرر عقلك من أي فوضى ذهنية، واستمع لنفسك.
إن الحكمة تنبع من المساحات الهادئة الواقعة بين المعرفة والخبرة التي ستحصل عليها من الانعزال والتفكير وتجديد النشاط، ما يجعل الموسيقى (موسيقى)، متمثلًا في المسافات بين العلامات الموسيقية؛ إنه (السكون)، فلو لم تكن هناك مسافات فلن تسمع سوى الضوضاء المستمرة.
ولا يعني وقت الهدوء اليومي الصمت فقط، بل أي شيء يساعد على تهيئة ذهنك، كقصيدة أو صورة جميلة أو النطق ببعض الكلمات، فعليك فقط أن تستيقظ مبكرًا بخمس عشرة دقيقة عن موعد استيقاظك الطبيعي، وهو ما لن يؤدي إلى حرمانك من النوم، فمن المهم أن تكون ممارستك لهذا ممتعة، لا إجبارية. وبإمكانك سؤال نفسك ما الذي ترغب في تحقيقه اليوم؟ ما الذي باستطاعتك تحقيقه منه فعلًا؟ ثم تراجع كلماتك التي ترغب في قولها وأساليبك التي ترغب في التصرف بها، ما يعينك على إبطاء إيقاع يومك ومنحه الانتباه والتركيز على الأمور ذات المغزى أو تتوقف عن تعنيف نفسك على التقصير.
فالهدف من وقت الهدوء اليومي وضع قلبك (وأفعالك) على المسار الصحيح، فاستخدم أي طريقة أو أسلوب لمساعدتك على التركيز، بحيث تعود إلى المسار الصحيح عندما تفقد تركيزك، ويمكنك استخدام أساليب مادية أو روحية ما دامت تنجح معك، فجرب التأمل أو أخذ أنفاسٍ عميقة.
الفكرة من كتاب الوصايا اليومية الست
إن التعبير عن الحب يعني القدرة على رؤية أكثر احتياجات الآخرين خصوصية وسرية، والتعامل معها باهتمام كما لو كانت احتياجاتك أنت..
هذا الكتاب يرشدك إلى تحقيق التوازن بين الرفاهية والغاية، أي بين الطموح المهني والربح المادي من جانب، والإنجاز الشخصي والمعاني العميقة للحياة من جانب آخر، وبمعنى أدق: يرشدك إلى المنطقة الوسطى بين الإنجاز المادي والإنجاز الروحي دون إضافة أي التزامات تثقلك. من خلال ستة مبادئ أو استراتيجيات بسيطة من شأنها تغيير حياتك ومساعدتك على تعزيز رؤيتك الشخصية وتبني منظور إيجابي كل يوم، والتواصل مع ذاتك الداخلية، وبوسعك دمج هذه المبادئ أو التركيز على واحد منها فقط إن كان وقتك لا يسمح ولا مسؤولياتك، بالتركيز عليها جميعًا، المهم أن تعمل بجدٍّ وتركيز.
مؤلف كتاب الوصايا اليومية الست
جون تشابلير John Chappelear: كاتب يتمتع بخبرة ثلاثين عامًا في الإدارة التنفيذية وإقامة المشروعات، وقد أسس شركته الأولى في واشنطن العاصمة وهو في الثلاثين من عمره، وظهر في البرامج التليفزيونية والإذاعية المحلية والقومية التي تسعى على الدوام إلى استضافته.
له كتابات كثيرة في الصحف والمجلات بجميع أنحاء البلاد، فضلًا عن عضويته في مجالس إدارات العديد من المؤسسات الخدمية وغير الهادفة إلى الربح، وقد تلقى خطاب إشادة من الرئاسة الأمريكية تقديرًا لالتزامه تجاه مجتمعه.