كن مدركًا لجسدك لا غافلًا عنه
كن مدركًا لجسدك لا غافلًا عنه
مُرشدك الأول ودليلك إلى السعادة هو جسدك، وكلاهما حيزٌ واحد لا يمكن الفصل بينهما، فإذا كنت جائعًا؛ فالفكر والمعدة يكونان جائعين معًا، وإذا كنت في وسط تجربة روحانية، فإن خلايا قلبك وكبدك تشارك في تلك التجربة، فلا يمكنك أن تكوِّن فكرة واحدة أو إحساسًا أو شعورًا من دون استجابة من جسدك، وعندما يكون العقل والجسد والروح في حالة انسجام، وبوعيك بجسدك تكون متصلًا بحقل الإمكانات اللامتناهية، وتكون السعادة هي النتيجة الطبيعية لذلك الانسجام، أما المشكلات النفسية كالغضب والاكتئاب والاضطراب العصبي والعدائية والقلق الدائم، ليست نفسانية بكل بساطة، بل هي من دلائل عدم الانسجام، ويقوم الدماغ بجعل كل خلية وكل نسيج في جسدك، على دراية بأن لديك مشكلة!
وإحدى الطرق الأساسية لأن تكون واعيًا وعلى دراية، هي أن ترسِّخ نفسك في جسدك، لأنها اتصال بسيط بالأحاسيس في جسدك عندما تكون مشوشًا، فمثلًا لو تجاوزك أحدهم في أثناء قيادتك سيارتك فردة فعلك الطبيعية هي الانزعاج والغضب، عندما يكون شعورك هكذا، تفقد هدوءك وتركيزك، لذلك جرِّب أن تعود إلى نفسك بدلًا من الانزعاج من الفوضى حولك، وتحسَّس مشاعر جسدك، وخُذ نفسًا عميقًا، إنها طريقة سهلة للعودة والرجوع إلى وعي الجسد ودرايته.
وهناك ثلاث ميزات للسعادة عن طريق هذا المفتاح: الذكاء عندما تستمع إلى جسدك؛ فإنك حينها تسترِق السمع إلى ما يحدث في فكر الكون، والإبداع هو الذي يبقي مجرى الحياة عذبًا ومتجددًا، ويقتل الروتين؛ والقوة عندما تصبح على دراية بأي شيء داخل نفسك أو خارجها، وهو ما يجعلك تزيد من مشاركتك في القوة الكامنة في الكون، ولكي نحقِّق الشرط الأول للسعادة علينا أن نتخذ الخيارات التي ترفع قوة طاقة الجسد، ونستشير قلوبنا قبل أي تصرُّف وفقًا لانفعالاتنا، ونركِّز اهتمامنا على مشاعرنا ونراقبها؛ فمؤشِّر الخفة في جسدنا دليل على وجود السعادة.
الفكرة من كتاب وصفات الطبيب للسعادة القصوى
يعرض هذا الكتاب أهمية السعادة الحقيقية وعدم الاكتفاء بأقل منها، وكيفية إيجاد اعتبارك الذاتي الحقيقي الذي لا يعتمد وجوده على شيء خارج ذاتك، والرجوع إلى حالة الفرح والسعادة والسلام وتحقيق الذات التلقائي؛ التي هي حقك الطبيعي الذي وُلِد معك.
ثم يعلمك كيف تركِّز على الحاضر وتتعلُّم التنوُّر وتستشعره وتتذوَّقه وتستغرق في التأمُّل حتى تبلغ السعادة القصوى، وهذا من خلال سبعة مفاتيح للسعادة، أو التنور تتألف من أشياء يومية بسيطة تأخذها بعين الاعتبار وتقوم بها من دون أي تغيير جذري في أسلوب حياتك.
مؤلف كتاب وصفات الطبيب للسعادة القصوى
ديباك شوبرا Deepak Chopra: كاتب وطبيب، وُلد في الهند، درس الطب في جامعة آل إنديا في موطنه الأم، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1970 كطبيب متدرِّب في نيوجيرسي، وبعد انتهاء فترة التدريب انتقل إلى بوسطن حيثُ ذاع صيته، ولم يكن من مُحبي الطب الغربي في طريقة العلاج ووصف العقاقير، فوجد ضالَّته بعد أن قرأ كتابًا في تقنيات الطب التجاوزي، وتعمَّق في دراسة الطب البديل.
ألَّف أكثر من 65 كتابًا، حصل 15 كتابًا منها على الأعلى مبيعًا في رصد صحيفة نيويورك تايمز للأعلى مبيعًا، منها: “تحقيق الرغبات”، و”كتاب الأسرار”، و”الطريق إلى الحب”.