كم تساوي؟
القيمة
في إحدى الندوات، بدأ أحد المحاضرين المعروفين حديثه برفع ورقة بمائة دولار، وفي القاعة التي تضم مائتي مشارك قال:” من يريد هذه الورقة؟”
بدأ الحاضرون في رفع أيديهم، قال المحاضر : ” سأعطي هذه الورقة لأحدكم ولكن أولاً دعوني أفعل هذا”. وبدأ بضغط الورقة بين يديه ، ثم سأل : ” من لايزال يريدها ؟” كان الحاضرون لا يزالون رافعين لأيديهم. فقال “حسنا …وماذا إذا فعلت هذا ؟ ” وألقاها أرضا ثم داس عليها بحذائه . ثم رفعها من على الأرض وهي متسخة. وقال : ” والآن من لايزال يريدها ؟ ” وظلت الأيدي مرفوعة.
فقال لهم: أيها الأصدقاء ! تعلمنا اليوم درسا قيما…!!!
أيا كان ما فعلته بالنقود، فأنتم لا زلتم تريدونها لأن قيمتها لم تقل، فهي لازالت تساوي مائة دولار.
يحدث في حياتنا أن نتعثر ونقع ونسقط على الأرض بسبب القرارات التي نتخذها والظروف التي نواجهها. نشعر حينها بأننا لا نساوي شيئا.
لكن أيا كان ما حدث وايا كان ما سيحدث، فإنك لا تفقد قيمتك ابدا سواءً كنت أنيقا نظيفا أو مغبرا يعلوك التراب، فقيمة حياتنا لا تنبع مما نفعله أو نعرفه ، ولكن من نكون نحن حقا؟
إن الطريقة التي تنظر بها لنفسك والطريقة التي تتحدث بها عن نفسك وكذلك الطريقة التي تقدم بها نفسك تصبح في النهاية حقيقة بالنسبة إليك. وإذا كنت بشكل عام تحط من قدرك أو تقلل من شأنك ومن قيمتك وتستهين بمواهبك وقدراتك أمام نفسك وامام الآخرين، حينها سوف تبدو للناس بقيمة اقل
هذا ليس تواضعًا وإنما إنكار للذات ومحاولة للانسحاب وتقليل حضورك.
تعلم أن تتغلب على الخوف من حب النفس.
كثيرًا ما يتم الخلط بين حب النفس وبين النرجسية والغرور ونوعًا ما الانغلاق على النفس. ذلك لأن اللغة عاجزة فيما يخص كلمة “الحب” حيث تشمل الكلمة مجموعة واسعة من الأنواع المختلفة للحب كما أنه كثيرًا ما يلتبس الأمر على الناس فتجدهم يفسرون الحب على أنه فعل الخير للآخرين أو فعل الخير دائمًا والعطاء بلا نهاية وإيثار الآخرين على النفس بصورة مطلقة.
في حين أن هذه النوايا نبيلة في طبيعتها، إلا أنها غالبًا ما يتم انتزاعها من السياق الحقيقي واستخدامها للتقليل من وضع احتياجات ورغبات الفرد بعد احتياجات الآخرين وتفسير ذلك على أنه نابع من الخوف من أن يُنظر إليك على أنك أناني ولا تستطيع أن ترى إلا نفسك. مرة أخرى، المطلوب هنا هو تحقيق التوازن السليم.
ثق بإحساسك
ايضا، ينهار شعورنا الداخلي بالقيمة عندما ندع الآخرين يقررون من أجلنا. في البداية قد يبدو ذلك الخيار هو الأسهل لأنه يجنّبك الاختيار من بين الاختيارات الصعبة، إلا أنه يتضح في نهاية المطاف أنه الخيار الأصعب لأنك سوف تجد نفسك دائمًا محاصرًا بين ما يقرره الآخرون بالنيابة عنك.
ثم فجأة، إذا حدث وقد اختفى من حياتك أولئك الذين يتخذون القرارات بالنيابة عنك، سوف تجد نفسك متروكًا وحيدًا لا تدري ما يجب فعله. إنه لمكان سيئ أن تنتهي إليه ومن المتوقع أن تنتهي إليه حقًا إن كنت غير مستعد لاتخاذ قراراتك بنفسك.
يتطلب الشعور بالقيمة الذاتية أن ينصت المرء إلى مشاعره ويتعلم أن يثق بها وألا يستجيب بشكل تلقائي إلى مشاعر الآخرين عوضًا عن مشاعره هو. بمجرد أن يتأكد من حولك أنك سوف تستجيب دائمًا لرغباتهم، لن يترددوا أبدًا في الاستفادة من استجابتك هذه ولن يمنعهم شيء من ذلك وهذا بحد ذاته يضع حملًا كبيرًا على عاتقك ويمثل قيدًا لك يصعب كسره (إلا إنه يجب كسره).
عندما تثق بمشاعرك الخاصة، سوف تجد أنه عندما يُطلب منك الكثير، فلن تشعر بالثقل بل سوف تستجيب بما يتناسب مع رغباتك أو رغبات كلًا منكما بدلًا من تنفيذ ما يناسب الآخرين فقط.
توقف عن محاولة إسعاد الآخرين طوال الوقت.
مستحيل أن تحقق ذلك طوال الوقت وحتى بسعيك لارضاء الآخرين عندما تتوقف عن محاولة إرضاء الآخرين سوف تظهر رغباتك على السطح وحينها يمكنك العمل على إسعاد نفسك والشعور بقيمة ذاتك.
عبر عن مشاعرك بدلًا من كبحها. خلال ذلك احرص على احترام مشاعر الآخرين لكن لا تتوقف عندها كثيرًا. لن يحب بعض الناس حقيقة أنك تفعل ما تريد ولا مشكلة في ذلك.
اعمل على تقوية ثقتك بنفسك
ايضا، إن تحسين ثقتك بنفسك هو وسيلة رائعة للعمل على تحسين صورتك الذاتية لتصبح أكثر إيجابية. هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لتحسين ثقتك بنفسك، منها:
التصدي للافكار السلبية عن نفسك
في كل مرة تراودك فكرة سلبية عن نفسك، أحِلها إلى شيء إيجابي. على سبيل المثال: إذا كنت تقول لنفسك “لن أتمكن أبدًا من تجاوز هذا الاختبار”، عندها انتقل لفكرة أخرى على شاكلة “سأتجاوز هذا الاختبار إذا ذاكرت جيدًا من أجله”.
التخلص من السلبية.
أحط نفسك بالأشخاص الذين يأخذون بيدك ويقدمون لك الدعم. ابتعد عن الأشخاص السلبيين والمنتقدين لأنفسهم أو لغيرهم.
الحزم
يساعدك الحزم على تحقيق رغباتك وهو بدوره ما يساعدك أن تشعر بالسعادة.
وضع الأهداف
ضع لنفسك أهدافًا واقعية واحرص على مكافأة نفسك عند تحقيق هذه الأهداف.