كل الأسرار تحت الضوء
كل الأسرار تحت الضوء
في عالم تحكمه منصات التواصل الاجتماعي لا مجال للأسرار، فأشد العمليات العسكرية سرية يمكن أن تُفضح بواسطة شخص جالس بالصدفة في مكان قريب، مثلما حدث في عملية اغتيال “أسامة بْن لادن” من فرقة أمريكية محترفة، ولكن “صهيب أطهر” نشر على تويتر أنه سمع أصوات مروحيات وإطلاق نار كثيف، ولم يعلم بحقيقة ما حضره إلا بعد إعلان الرئيس الأمريكي نجاح العملية، وحتى أصغر الأخطاء لن تُغتفر، خصوصًا الأخطاء السياسية، كما حصل مع المرشح الرئاسي الأمريكي “جورج آلين” في عام 2006م، عندما شبه أحد الحاضرين السود بالقرد، لينتشر الفيديو معلنًا موت أية احتمالية لجورج آلين في الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
يصارحنا مارك ميلي -رئيس أركان الجيش الأمريكي سابقًا- بأنه ولأول مرة في تاريخ البشرية، يكاد يكون من المستحيل عدم مراقبتك، فكر معي في الأمر، كل التعاملات والتفاعلات تمر عبر الإنترنت، بل نحن نمنح بياناتنا بأيدينا، فالمشاركة المفرطة عبر منصات التواصل الاجتماعي سهلت الأمور للراغبين في الحصول على بياناتنا، تخيل أن لكل فرد سجلًّا طبيًّا أو نفسيًّا أو شرائيًّا، يضم تفاصيله كافة.
هذه السيولة في المعلومات أنتجت لدينا الصحفي المواطن، الذي يكشف الأسرار ويوثق الانتهاكات والفظائع والمذابح، بعيدًا عن تواطؤ السلطة والصحافة، ولكنها مهدت الطريق لمشكلة انتشار الشائعات، فمن الصعب الآن العثور على الحقيقة، والتفريق بين الواقع والخيال، ومعالجة المسائل المهمة بمعزل عن الثرثرات التافهة، وفي ظل تعطش جماعي للعنف والدماء والشهرة، يندفع الجميع بجنون نحو الحصول على المزيد والمزيد من الاهتمام والضوء، أيًّا كان الثمن المقابل.
الفكرة من كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
هاتف ذكي ذو اتصال بالإنترنت أكثر فائدة من دبابة، تلك حقيقة الحرب في العصر الرقمي، فمنصات التواصل الاجتماعية ليست للتواصل فقط، بل هي عالم افتراضي متكامل، له طريقة في الحرب والتضليل، وله أساليب في جذب الاهتمام، عالم يمتلك طبيعة خاصة في محتواه، بعدما ننتهي من الكتاب، سترى نفسك فجأة على مسرح أحداث عالمي، يؤثر فيك وتؤثر فيه.
فكيف أثرت منصات التواصل في حياتنا؟ هذا سؤال تقليدي، فلنُعِد صياغته إلى: كيف دفعتنا منصات التواصل إلى حرب عالمية يومية في كل ثانية؟ وأين تقع أدوارنا؟ وهل يلزمنا معرفة كيف نمارسها أم إننا ننخرط فيها دون وعي بالصورة الكبيرة؟ ولماذا تنتشر الأكاذيب أسرع من الحقيقة؟ وكيف تؤثر في أكبر أحداث العالم؟
مؤلف كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
بي دبليو سينجر: عالم سياسي واستراتيجي أمريكي، وُلد في 5 أغسطس في بروكلين بنيويورك عام 1974م، حصل على درجة البكالوريوس من كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، بجانب عمله الأكاديمي، كما شغل منصب مستشار لعدة وكالات حكومية، بما في ذلك وزارة الدفاع الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي.
وقد كتب عديدًا من الكتب الأكثر مبيعًا مثل:
Wired for War: The Robotics Revolution and Conflict in the 21st Century
Cybersecurity and Cyberwar: What Everyone Needs to Know
إيمرسون تي بروكينج: كاتب وصحفي ومحلل أمني أمريكي، حامل لدرجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة ييل، ودرجة الماجستير في الدراسات الأمنية من كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون، يعمل حاليًّا زميلًا في مختبر الأبحاث الرقمية في مجلس الأطلسي، كما يشارك في تحرير مدونة Lawfare الأمنية، ويعد من الخبراء المعروفين في مجال الدعاية والتضليل الرقمي، وقد نشر عديدًا من المقالات والتقارير حول موضوعات، مثل: التطرف عبر الإنترنت، والحرب المعلوماتية، وتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نُسبت أعماله إلى وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك صحيفتي The New York Times وThe Washington Post وشبكة CNN
معلومات عن المترجمة:
هدى يَحيى: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الآداب جامعة المنصورة في عام 2016م، ولها عدة إسهامات ترجمية، أبرزها:
أكاديمية الظل.
احتضارات الكون الأخضر.