كلمة الكتبي في يوم الحرية بالصين الوطنية
كلمة الكتبي في يوم الحرية بالصين الوطنية
في خطاب ألقاه السيد حسن الكتبي في احتفال بيوم الحرية في الصين الوطنية (تايوان) بتاريخ 23 يناير عام 1975م، عبّر عن رؤية المملكة العربية السعودية للسلام، موضحًا أنه جزءٌ لا يتجزأ من الإسلام والثقافة السعودية. وقد صاغ الكتبي هذه الرؤية بقوله إن السلام هو “العقل الذي يعقلون به والروح التي يحيون بها”، مما يبرز دور السلام بوصفه منطلقًا للإلهام وقوة دافعة لأرواح الناس. استكمل الكتبي حديثه بتأكيد أهمية الحرية في حياة الإنسان، معتبرًا أن الحرية تساوي الحياة نفسها، وأن سلبها يعادل الموت. فالحرية، كما أشار، ليست مجرد مفهوم بسيط، بل هي أساس الحضارة الإنسانية، وقد قدمت أسمى الأفكار والفلسفات والعلوم والمعارف، إذ إن تاريخ البشرية مليء بالصراعات التي خاضها الإنسان دفاعًا عن هذه الحرية، التي بدونها تتوقف عجلة التقدم وتتعطل مسيرة الحضارة.
عدد الكتبي أنواع الحرية، متناولًا حرية الفكر، وحرية الملكية، وحرية استخدام الفرد لملكاته ومواهبه، وحرية تنظيم حياته وفقًا لرغباته. وقد شدد على أن هذه الحريات هي التي أفرزت الأنظمة الديمقراطية التي تضمن حماية الحقوق الخاصة والعامة، وأن غياب هذه الحريات يؤدي إلى تراجع في مستوى رفاهية الإنسان وكرامته. وتحدث الكتبي عن أهمية العدل والحق في تحقيق رفاهية الإنسان، وبيّن أن المجتمعات الديمقراطية تركز على رفاهية الفرد، وتسعى جاهدة لتحقيق هذا الهدف، ليمتد نشاطها في النهاية إلى تحقيق رفاهية البشرية جمعاء.
ثم انتقل الكتبي إلى الحديث عن حرية الفكر وأهميته في المجتمعات الديمقراطية، إذ يسمح للأفراد بالتعبير عن آرائهم ونقد الأوضاع العامة دون خوف. وذكر أن غياب هذه الحرية في المجتمعات غير الديمقراطية يؤدي إلى قمع الأفكار وانعدام النقد والمعارضة، مما يضعف المجتمع. وتطرق إلى أهمية حرية الملكية والحرية الاقتصادية في تمكين الفرد من العمل والإبداع دون خوف من فقدان ثمرة جهوده، مشيرًا إلى أن المجتمعات الشيوعية تفتقر إلى هذه الحرية، مما يحدّ من قدرات الأفراد ويجعلهم مجرد أرقام في نظام اقتصادي غير إنساني، وأشار الكتبي إلى الحرية الشخصية في المجتمعات الحرة، لافتًا إلى أنها معدومة في المجتمعات الشيوعية، وقدم مثالًا على ذلك بـ: تايوان، التي بفضل الحرية حققت تقدمًا وازدهارًا كبيرين في مختلف المجالات، بما في ذلك الزراعة والصناعة والبناء، على الرغم من التحديات السكانية. كما أكد فشل الشيوعية في تحقيق أهدافها ونبوءاتها، مشيرًا إلى أن الأنظمة الغربية نجحت في رفع مستوى العامل وتأمينه وتحسين مجتمعه، مما أدى إلى تحقيق رفاهية عامة لم تستطع الشيوعية أن تحققها.
الفكرة من كتاب صفحات مطوية من حياتي – الجزء الثاني
تُعَدُّ سيرة الأستاذ حسن الكتبي تجسيدًا لرحلة فكرية وثقافية غنية، انعكست فيها تجاربه المتنوعة وآراؤه العميقة في الدين والسياسة، والتحديات التي واجهتها المجتمعات الإسلامية في العصر الحديث عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، فمن خلال مواقفه وأفكاره، يظهر الكتبي شخصيةً مؤثرة سعت للدفاع عن القيم الإسلامية والإنسانية، مع التركيز على أهمية التسامح والحوار بين الأديان، إلى جانب التصدي للأيديولوجيات المادية التي هددت تماسك المجتمعات كالصهيونية والشيوعية.
مؤلف كتاب صفحات مطوية من حياتي – الجزء الثاني
حسن محمد عبد الهادي كتبي: ولد في شهر شعبان عام 1329هـ في مدينة الطائف. حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ثم التحق بمدارس الفلاح بمكة المكرمة، وهي مدرسة تعتمد على برامج مشابهة للأزهر الشريف. ثم التحق بالقسم العالي المتخصص في دراسة الشريعة في مدرسة الفلاح في بومباي بالهند، وتخرج فيها عام 1350هـ. وفي عام 1350هـ أسندت إليه مديرية المعارف العامة لتدريس القضاء الشرعي في المعهد العلمي السعودي.
من مؤلفاته:
هذه حياتي.
نظرات ومواقف.
سياستنا وأهدافنا.
ملامح من شخصية البلاد العربية المقدسة.