كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيَّته
كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيَّته
يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً، يموتُ يومَ يموتُ، وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ، إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ”، فكثير منا يتساءل لماذا نربي؟ لأننا مسؤولون عن كيف سيكبر هذا الولد، ولأننا سنحمل همين؛ همًّا أن ندخل الجنة وهمًّا أن تدخل رعيتنا الجنة، فلن يكبر ابنك ويكون “إنسانًا” إلا إذا تربى على يد شخص سوي، يرى منه من الأخلاق والدين ما يشجعه ويكون قدوة له.
ويخلط كثير منَّا بين مفهوم الرعاية والتربية، فالرعاية في المأكل والملبس فقط تؤهلك لتكون صاحب المصرف، أما التربية فلا يرقى لها إلا القليل، وهي تعليم الولد الحلال والحرام والأخلاق الكريمة والمشاعر، وقد تجد الأب غائبًا بحجة الرعاية وتوفير المال ليجد الصدمة في النهاية وهي فساد أولاده ليكتشف أنه أكرم أبناءه بالنقود، لكنه لم يكرمهم بوجوده وسنده لهم.
ومن هنا نسأل كيف يكون المربي الصالح إذن؟ أوَّل وأهم صفة للمربي أن يتمتع بفطرة سوية، فالطفل لا يولد بقدرته على التمييز بين الخطأ والصواب ولا يميز الأخلاق لكنه يكتسبها من المربي الذي يجب أن تكون شخصيته أعمق وأكبر بكثير من الطفل، وأن يحتفظ بقدر كبير من الوقار والعلم حتى يستمر الابن في تلقي النصح منه، ويعلم دائمًا أن لديه المزيد من التجارب ليقدمها، حتى عند مرحلة المراهقة التي يرى نفسه فيها كبيرًا ويريد إثبات ذاته، فإذا كانت شخصية المربي ضعيفة رفض المراهق أن يأخذ النصح منه وتمرد عليه.
ومن المهم أن يكون الابن متأكدًا من حب الأب له، حتى في النصائح نتبع الترغيب بدلًا من الترهيب والغلظة.
الفكرة من كتاب الآن أنت أب
في زمن صارت المادة فيه هي أهم شيء، وأصبح الأب بالنسبة إلى الكثيرين مصرف النقود، والبنك المتحرك الذي لا نراه إلا قليلًا في البيت، وإن رأيناه يكون صامتًا، أو غاضبًا وعاقد الحاجبين، أو حتى غير مهتم بمشكلات وشؤون الأسرة كلها. ومع مرور الوقت أصبحت النصائح التربوية كلها تصب في فكرة التأمين المادي والاجتماعي فقط، ولا أحد يهتم بالتأمين النفسي والفكري والاحتياج العاطفي إلى الأب، ورأينا الكثير من البيوت لا تعرف عن معنى القوامة ولا الأبوة شيئًا، وللأسف يكبر أطفالهم وهم غير مدركين لدور الأب السوي، مكررين نفس المأساة مع أولادهم، منشئين بذلك جيلًا آخر من الأطفال المحرومين عاطفيًّا المفتقدين السواء النفسي.
في هذا الكتاب يأخذنا كريم الشاذلي في رحلة تربوية، معرفًا أهم الأساسيات التي تساعد الأب كي يؤدي دوره على أكمل وجه ولتربية طفل سوي، مستندًا في ذلك إلى الكثير من التجارب التربوية لمتخصصين ولأولياء أمور، جامعًا خلاصة هذه التجارب في 43 نصيحة تربوية.
مؤلف كتاب الآن أنت أب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا، وقد تُرجِمَت كتبه إلى العديد من اللغات، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر، وحلَّ ضيفًا على كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من أبرز مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”إلى حبيبين”.