كلاسيكية الداء السكري
كلاسيكية الداء السكري
الداء السكري هو خلل وظيفي هرموني عاقبته الظاهرة هي فرط سكر الدم الناتج عن نقص الأنسولين، وتعتبر آليات الِاسْتِتْبَابِ أو التوازن هي المتحكم الرئيس في ضبط مستوى سكر الدم وإبقائه ضمن معدله الطبيعي (من 65 إلى 110 مليجرام/ ديسيلتر)، وذلك عن طريق الموازنة بين دخول جلوكوز الكبد إلى الدورة الدموية وامتصاصه في الأنسجة كالعضلات الهيكلية، ولكن عندما يقل تعاطيه كجزء من محتويات الغذاء يلجأ الجسم إلى تعويضه عن طريق إنتاجه من الكبد تحت تأثير هرمونات كالجْلُوكاجُون والأدرينالين في عملية تسمى “Gluconeogenesis”.
وأثبتت الدراسات الوبائية أن كل أنواع السكري لا تحتاج إلى علاج مزمن، ويتحدد هذا بناءً على درجة خطورة المرض الوعائي المصاحب له ونمطه، إذ يُقَسَّم السكري إلى: النمط الأول | Type 1: ثُلث الحالات المصابة به ذات أصل وراثي، وثلثاه الآخران ذَوَا أصل مناعي أو نقص مطلق للأنسولين، ويبدأ في سن مبكرة مقارنة بالنمط الثاني، ويموت مصابه بسرعة كبيرة في حال عدم علاجه بالأنسولين، ويقترن وجوده عادة بالاضطرابات المناعية الذاتية كالدُّرَاق، والداء الانزلاقي، وداء أَدِيسُون، وفرط الدم الوَبِيل. بينما النمط الثاني | Type 2: غالبًا ما يكون وراثيًّا ذا أسباب نسبية، تستمر أعراضه مدة أطول من أعراض النمط الأول، ويكتسب مريضه الوزن على عكس مريض النوع الأول، ويمتلك مرضاه نشاطًا مناعيًّا ضد خلايا بِيتا البنكرياسية، وهو أكثر شيوعًا عند البدينين والمصابين بمقاومة الأنسولين. وهناك أنماط أخرى كاضطراب خلايا بِيتا، وخلل البنكرياس، وهجوم مرض ڤيروسي، وسكري الحمل.
وتتمثل الأعراض الكلاسيكية لداء السكري، التي عادةً ما تصاحب Type 1، في فقدان الوزن مع وجود سمنة بطنية، وجفاف الفم، وفي بعض الأحيان دمامل الجلد وتيبّس المفاصل، على أن يكون أكثرها بروزًا هو تعدد مرات التبول والعطش المرتبطين بالبول السكري، وتحدث عند المستوى (من 180 مليجرام/ ديسيلتر)، في حين أن أعراض Type 2 تكون عامة كالتعب والإجهاد.
الفكرة من كتاب الداء السكري وأمراض الغدد الصماء
حاليًّا وفي ظل هذه الحِقبة، حيث الطعام الأقل فائدة، ونمط الحياة غير الصحي، وفترات الراحة المضطربة، نرى تفشي الأمراض بصورة لا تخفى على أحد، فأغلبنا قد يمتلك صديقًا مريضًا بالسكري، أو قريبًا مصابًا بمشكلات في الغدة الدرقية، أو قد يكون حتى هو نفسه يعاني ألمًا بسبب داء في أي من الغدد الصماء.
هُنا نشرح آليات المرض بوضوح مطمئن دون تهويل أو تقليل، وبطريقة تجعلك مدركًا لجوانب الداء والدواء، لتصبح أكثر وعيًا وحرصًا على نفسك وعلى من حولك.
مؤلف كتاب الداء السكري وأمراض الغدد الصماء
ديفدسون : اسمه الأول ستانلي، وهو كاتب بريطاني الأصل، بالإضافة إلى كونه طبيبًا ومحققًا في القضايا الطبية، من أشهر مؤلفاته كتاب “مبادئ وممارسات الطب” الذي نشر لأول مرة عام 1952م.
معلومات عن المترجم:
د. عماد محمد زوكار: مترجم وكاتب لعديد من الكتب الطبية، من أهم ترجماته: مبادئ طب الأطفال.