كشف الستار.. الأسباب والعواقب
كشف الستار.. الأسباب والعواقب
للبدانة عديد من الأسباب التي تختلف في شدة تأثيرها ونتائجها على الجسم؛ يؤثر العامل الوراثي في احتمالية زيادة الوزن، فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما بدينًا، فسيكون أطفالهما مؤهلين للإصابة بالبدانة كذلك، ولعل الاضطرابات النفسية أيضًا أحد أكثر هذه العوامل ملاحظة، ورغم ميل الغالبية إلى الامتناع عن الطعام عند التعرض لأزمة ما، فهناك من يُغرق نفسه في تلك اللذة حتى تمر أزمته أو لا تمر، وتؤثر العوامل البيولوجية أيضًا في هذه الاختلافات، إذ تميل أجسام النساء إلى زيادة الوزن أكثر من الرجال، وذلك لانخفاض معدل الاحتراق عند النساء، وزيادة الكتلة العضلية عند الرجال.
كما أن عديدًا من المؤثرات الاجتماعية أسباب مباشرة لزيادة الوزن، إنك في الغالب تعتمد النظام الغذائي الذي يناسب طبقتك الاجتماعية، وإذا كنت في إحدى تلك الطبقات التعيسة الحظ، فلن يتسنى لك عديد من الخيارات؛ ستركز على الشبع أكثر من الفائدة الغذائية، كما يلعب الزواج في عالمنا العربي دورًا هامًّا أيضًا، إذ تتخذ السنة الأولى من الزواج طابعًا احتفاليًّا، يخزن الجسم فيها ما يستطيع للسنين العجاف التي يستقبلها.
إن هذه الشحوم لن تدع بقية أعضاء الجسم على حالها، ويكون الجهاز التنفسي أكثرها عرضة للخطر، فيعاني معظم البُدُن صعوبات في التنفس، قد تتطور لاحقًا لتصبح اضطرابات وتوقفًا في التنفس في أثناء النوم، كما تؤثر البدانة بشكل بالغ أيضًا في الأجزاء الحركية في الجسم، ونتيجة للضغط المتزايد على المفاصل والغضاريف، يتزايد احتمال حدوث التهابات حادة في تلك المناطق.
على الرغم من قلة الأبحاث والتجارب السريرية في هذا الجزء، فإن العلاقة بين البدانة وخطر الإصابة بالسرطان لا يمكن نفيها، وبشكل غير مباشر أيضًا توجد صعوبة في الكشف عن الورم عند البُدُن، مما يتسبب في بدء العلاج في مراحل متأخرة، لكن هل الحفاظ على وزن مثالي بوسعه حمايتك من الإصابة السرطان؟ هذا غير مؤكد.
الفكرة من كتاب البدانة: مرض العصر من الألف إلى الياء
لا تأخذ مشكلة البدانة طابعًا سلبيًّا في المخيلة الشعبية، خصوصًا العربية، ويمكن تفهم هذا من تاريخ عالمنا مع الطعام، كانت الفترات العصيبة الكثيرة تحث الناس على التوجس من المستقبل، فأمدوا أجسادهم في أيام الرخاء بقدر ما استطاعوا، لكن بعد أن انحسرت فترات المجاعات، ظهرت البدانة نتيجة لعادات اختفت أسبابها، وزادت الحياة الحديثة من الأزمة، وأضافت إلى وفرة الطعام، نقص النشاط والدعوة إلى الراحة.
يُظهر المؤلف الوجه الآخر لظاهرة البدانة، كما ينتقد أساليب الحمية التقليدية التي لا تحترم رغبات الفرد أو حياته الخاصة، ويطرح أسلوبًا غذائيًّا متزنًا متنوعًا، هو أقرب ما يكون إلى طريقة أجدادنا الأوائل في العيش، ولا شك أن الأمر لا يتوقف عند الطعام فقط، لكنها الخطوة الأولى لحياة أكثر اتزانًا.
مؤلف كتاب البدانة: مرض العصر من الألف إلى الياء
سمير أبو حامد: طبيب بشري ومؤلف، له عديد من المؤلفات في مجال الطب، منها:
مرض الزهايمر: النسيان من نعمة إلى نقمة.
الجلطة الدماغيّة: فالِج.. عالج.
التدخين آفة العصر: من الألف إلى الياء.