كسر الحلقة المغلقة
كسر الحلقة المغلقة
صورت هوليود العرب والمسلمين في كثير من أفلامها بأنهم متخلفون، كسالى، عنيفون، وهم موطن الإرهاب، بل من كثرة تمثيلهم لأدوار الإرهاب ارتبط في ذهن المشاهد أنهم وراء كل الجرائم الإرهابية، بالرغم أنه تبعًا للإحصائيات التي نشرها البوليس الدولي الأوربي عام 2006م، فإن دول الاتحاد الأوروبي شهدت (498) هجومًا إرهابيًّا، موزعة كالتالى: 424 هجمة قامت بها الجماعات الانفصالية، و55 هجمة قام بها متطرفون يساريون، و18 هجمة من مختلف الإرهابيين، أما الإسلاميون فلم يقوموا إلا بهجمة واحدة!.
ويعتبر أشهر الأفلام التي رسخت هذا الفكر عنا عند الغرب وشارك به ممثلون عرب ومسلمون، الفيلم العالمي المصنوع بأيدٍ مسلمة (وادي الذئاب.. العراق)، الذي جمع بين متناقضين فبينما هو يوضح الظلم الذي عانى منه أهل العراق والسبب الاقتصادي لاحتلالها، فهو على النقيض الآخر يسحب الإسلام من دائرة حياة أبطال الفيلم، باستثناء شيخ القرية الذي يظهر في صورة انهزامية تتناسب مع الصورة النمطية للإسلام المعتدل، فهو لا يشجع على المقاومة بل يكتفي بالدعاء فقط وسيلةً لرفع البلاء!
كما جاء فيلم (سيريانا) الذي كان شعاره “كل شيء مترابط”، إذ جمع الفيلم بين جنسيات مختلفة تسعى لتحقيق مصالحها، وجمعت رسالته بين تصوير المسلم (الإرهابي) بشخص ذي لحية، يخفي خلف ابتسامته الكثير من الحقد والشر، ويسعى لاصطياد الشباب العاطلين عن العمل للمشاركة في الجماعة معه، فقط من أجل الحصول على الترفيه والمتعة دون أن يكون لأحدهم هدف أو قضية يسعون لها! والرسالة الأكثر وضوحًا هي تصوير العرب بأنهم أقل شأنًا من أن يفهموا المؤامرة التي تحاك لهم.
فكما أن بعض الأفلام جاءت لمحاولة تغيير تلك الصورة، كفيلم (مملكة السماء) الذي يعرض شخصية صلاح الدين والحروب الصليبية، حاول الكثير من العرب والمسلمين باستخدام الكوميديا تخفيف هذا الاحتقان الذي نشأ، والذي سبب الكثير من المشكلات للناشئين والمهاجرين إلى أمريكا، كما سعوا إلى إظهارنا بصورة بشر عاديين، يحق لهم أن يضحوا ويعيشوا كبقية الناس!
ومن أشهر الأسماء التي سعت لتغيير الصورة من خلال الكوميديا: دين عبيد الله، وأزهر عثمان، وميسون زايد، وأحمد أحمد، وتيسا هامي.
الفكرة من كتاب ضريبة هوليود: ماذا يدفع العرب والمسلمون للظهور في الشاشات العالمية؟
ألم تتساءل يومًا كيف تخطت هوليود حدودها الجغرافية وصارت من أبرز ملامح العولمة الثقافية التي نعيشها الآن، بل منحت الطرف الأقوى والاقتصاد الأضخم الحق في فرض وجهة نظره وفلسفته على الآخرين بما يحقق مصالحه الخاصة!
سطر الكاتب إجابة هذا السؤال الذي قد يكون تبادر إلى ذهنك عندما شاهدت أحد أفلامها، كما أضاف تاريخ دخول العرب والمسلمين إليها والأفلام التي شاركوا بها، وكيف أثرت أدوارهم من ممثلين ومنتجين ومخرجين في تكوين صورة لنا في أذهان الغرب، مشيرًا إلى الضريبة التي ينبغي أن تُدفع للدخول إلى هوليود، وهل أنت بوصفك مشاهدًا لهذه الأفلام تدفع ضريبة أيضًا.
مؤلف كتاب ضريبة هوليود: ماذا يدفع العرب والمسلمون للظهور في الشاشات العالمية؟
أحمد دعدوش: كاتب وباحث ومخرج سوري، حاصل على دراسات عليا في الاقتصاد وليسانس في الفلسفة والعقيدة، عمل صحفيًّا وباحثًا لعدة جهات في الدول العربية، كما أخرج العديد من البرامج والأفلام الوثائقية، اشتهُر بنقده للحركات النسوية وما يصفه بالإلحاد الروحي أو الروحانيات الشيطانية، ويعتبر من أبرز من أوضح حقيقة هذه الحركة وتعارضها مع الإسلام، وتتمثل في اليوجا والعلاج بالطاقة والتنمية البشرية وغيرها من التطبيقات المعاصرة، ويشرف حاليًّا على موقع السبيل.
ألَّف عددًا من الكُتب المختصة بالقضايا الفكرية والإعلامية، منها:
قوة الصورة.. كيف نقاومها؟ وكيف نستثمرها؟
المغالطات المنطقية في وسائل الإعلام.
مشكلة الزمن من الفلسفة إلى العلم.
مستقبل الخوف.