كتابة الورقة البحثية
كتابة الورقة البحثية
ربما تعمل على مشكلة بحثية مهمة وتصل في بحثك إلى نتائج جيدة جدًّا، لكن إن لم تشاركها مع الآخرين، أو شاركتها ولم يفهمها أحد فكأنك لم تفعل شيئًا!
وكما يقول ريتشارد فاينمان الحاصل على نوبل في الفيزياء عام 1965: “لا تجزم بأنك تفهم فكرة ما جيدًا إلا إذا أوقفت أحد المارة في الطريق وشرحتها له وفهمها، فإن لم يفهمها فأنت نفسك لم تفهمها”.
عندما نكتب ورقة بحثية فإننا نحاول أن نُسوِّق أفكارنا ونجذب القراء لها ونقنعهم بأهميتها، ويُصعب الأمر أننا نحتاج إلى أن نكتب بطريقة متوازنة تُناسب من هم من خارج تخصصنا الدقيق فلا نبدأ بالتفاصيل العميقة، وفي الوقت نفسه تناسب العلماء المتخصصين الذين لا نُريد مثلًا أن نُملهم بشرح مبادئ التخصص. وينبغي أن يتسم ما نكتب بسمات الكتابة العلمية الدقيقة والواضحة والمختصرة..
ونحاول جذب القارئ وتشويقه ليكمل الورقة، ثم نقنعه بأهمية المشكلة التي نعمل عليها، ثم نأخذه معنا في رحلة البحث عن الحل، ثم نعرض له الحل الذي توصلنا إليه، وذلك من خلال أجزاء الورقة البحثية وهي: العنوان الجذاب، والكلمات المفتاحية، ثم الملخص Abstract الذي قد يؤجل البعض كتابته إلى النهاية، ثم المقدمة التي نُعرف فيها المشكلة ونراجع جهود السابقين في حلها، ثم الحل المقترح وشرح التجارب، ثم النتائج ومناقشتها، ثم الاستنتاج والخاتمة التي تُبين أهمية الحلول التي قدمناها وأسباب صحتها وهي ما نريد أن يعلق في ذهن القارئ لسنوات.
وعلينا أن نهتم بتقسيم الفقرات وعلامات الترقيم والقواعد النحوية، وأن نُضيف جداول وصورًا توضيحية، ونُحسن التعامل مع الاستشهادات والمراجع.
وعندما يجهز بحثك تُرسله إلى جهة النشر لتبدأ عملية المراجعة التي يمكن أن تكون Double-blind لا تعرف فيها المراجعين ولا يعرفونك، أو Single-blind يعرفك فيها المراجعون ولا تعرفهم، أو None تعرف فيها كل جهة الأخرى. ثم يصلك الرد بالقبول التام وهو أمر نادر، أو بالقبول مع تعديلات بسيطة أو كبيرة، أو رفض مع دعوة لإعادة المحاولة، أو رفضٍ تام ويحدث غالبًا إذا كان البحث مرسلًا إلى جهة خطأ أو كان بلا قيمة حقيقية. وعند الرفض حاول ألا تغضب أو تُحبَط واستفد من تعليقات المراجعين، وثمة أوراق بحثية رُفضت في البداية من مجلات مهمة مثل Nature ثم حصل أصحابها بالبحث نفسه على جائزة نوبل بعدها!
الفكرة من كتاب أساسيات البحث العلمي
يأخذنا الكتاب في رحلةٍ ثرية نفهم فيها معنى البحث العلمي ونرى كيف بدأت حكايته، ونفهم الطريقة العلمية، ونتعرف على النشر العلمي وكيفية كتابة الأوراق البحثية، مع نصائح كثيرة تُمهد الطريق لمن يريد أن يبدأ رحلته البحثية ويبحث عن التحفيز والإرشاد والأمل، حتى يكون باحثًا ناجحًا ومتميزًا.
مؤلف كتاب أساسيات البحث العلمي
مجموعة من المؤلفين من مؤسسة علماء مصر، وهم: أحمد حسن، أحمد ماضي، أحمد نجا، أسامة سيد، أمجد أبو جبارة، إسلام حسين، خالد الأشموني، رشا سليمان، محمد زهران، معتز عطا الله.
مع تنسيق ومراجعة: فهد محمد، جهاد الديباني، هند الحاوي، إيمان بخيت، مروة العتربي.
ومؤسسة علماء مصر هي مؤسسة تنموية مستقلة غير ربحية تضم مجموعة متنوعة من العاملين في البحث العلمي والصناعة ومجالات أخرى، وتسعى إلى إحداث طفرة علمية ونهضة تنموية شاملة مركزها مصر وتمتد إلى كل الشعوب، بنشر الوعي العلمي والمهارات البحثية والفكر التنموي وروح العمل التطوعي، وبتعزيز التبادل المعرفي والتعاون بين الكفاءات والخبرات العلمية في مصر وخارجها، وشعارها “لأن كل عقل يفرق”.