كتابة التقرير الإكلينيكي
كتابة التقرير الإكلينيكي
بعد إجراء المقابلة وتطبيق الاختبارات وجمع المعلومات تأتي مهمة كتابة التقرير لعرضه أمام المؤسسة الطالبة له سواء كانت متخصصة أو غير متخصصة، وهي مأمورية ليست سهلة؛ إذ تتطلَّب مهارة في تنظيم المعلومات المشتتة وتمييز المهم منها، وإبراز الفكرة الرئيسة والنقاط التي تخدم الغرض الذي كتب من أجله التقرير، ويختلف التقرير الإكلينيكي عن البحث العلمي، فهو يعكس خبرة المعالج ولا يتضمَّن حشوًا للنتائج والأرقام إلا إذا كان موجهًا إلى اختصاصي آخر، ومن أهم النقاط التي يجب أن يتضمَّنها التقرير: المعلومات الشخصية؛ مثل تاريخ كتابة التقرير وبيانات المريض الشخصية، وتكون الفقرة الأولى متضمِّنة الغرض الرئيس المطلوب مثل: “يهدف التقرير إلى تحديد أنجح الوسائل العلاجية للمريض”، أو “تحديد خطورة سلوكه الذهاني على الآخرين، ثم يبدأ في وصف إجراءات الفحص ووضع قائمة الاختبارات المستخدمة بشرط ألا يكون كل اعتمادها في التشخيص عليها، ثم في الفقرة التالية يضع التفاصيل العامة المتعلقة بالجوانب الاجتماعية مع العناية بالمواقف والأحداث المتضمنة في شكوى المريض المباشرة التي دفعته لطلب العلاج”.
ينتقل التقرير بعد ذلك إلى رصد الملاحظات السلوكية التي أبداها المريض خلال المقابلة ووقت الاختبارات؛ مثل تعاون المريض والتشتُّت على أن تكون أوصافًا سلوكية محددة وليست مفاهيم عامة نحو “كان يشعر بالقلق” مع الحرص على عدم حشو التقرير بسلوكيات غير دالة أو غير متعلقة بمشكلته الحالية، ثم ينتقل إلى تفسير النتائج التي توصل إليها بمعنى وصف المستوى العقلي كدرجة الذكاء والإمكانات العقلية، ونتائج اختبارات التدهور العضوي، ووصف أنماط علاقاته مع الآخرين، وجوانب القوة والضعف في الشخصية، ويُعد الجزء النهائي في التقرير الجزء الأهم على الإطلاق وعلامة على خبرة المعالج ومهارته، حيث يمثل الاستنتاجات الدقيقة الناشئة من تكامل نتائج الاختبارات مع تاريخ المريض، ويتضمن أربع نقاط: خلاصة المعلومات الأساسية، والتشخيص، والتنبؤ مستخدمًا صيغة شرطية، والتوصيات المتخصصة والدقيقة لإرشاد الآخرين في طريقة التعامل مع المريض ورسم خطة للعلاج متسقة مع نتائج دراسة الحالة.
الفكرة من كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
ظلَّ دور علم النفس الإكلينيكي محصورًا في الفحص والتشخيص منذ أن أطلق “ويتمر” مفهومه لأول مرة عام ١٨٩٦ واصفًا مجموعة الإجراءات التشخيصية للتخلُّف العقلي عند الأطفال، ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخل ذلك التخصُّص بقوة في تقديم الاستشارة والنصح ومباشرة العلاج النفسي لطائفة متنوعة من الأمراض النفسية والعقلية، فضلًا عن دوره الواسع في مجال الأبحاث المتعلقة بتحسين أساليب العلاج والتفريقات التشخيصية، بل واتسعت مجالاته المهنية تدريجيًّا من التعامل مع فرد واحد مضطرب إلى التعامل مع أنواع من الجماعات كالعائلات وطلاب المدارس والمساجين للتخلص مـن الأنمـاط السيئة في التفاعل والمشكلات الاجتماعية أو طلب الإرشاد للتعامل الأمثل مع الواقع وأحداث الحياة.
مؤلف كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
الدكتور عبد الستار إبراهيم: هو أستاذ متخصص في علم النفس الإكلينيكي ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك فيصل، واستشاري الصحة النفسية بمستشفى الملك فهد، وعضو في جمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية وجمعية الصحة النفسية الأمريكية، وحصل على العديد من الجوائز العلمية، وله نحو مائة بحث ومقالة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالي علم النفس والطب النفسي، فضلًا عن عدد من المؤلفات، ومنها:
– الإنسان وعلم النفس.
– القلق قيود من الوهم.
– السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة.
الدكتور عبد الله عسكر: أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق، عمل استشاريًّا للصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية حتى ١٩٩٦، وهو عضو جمعية علم النفس المصرية بالقاهرة، وعضو الجمعية الإسلامية العالمية للصحة النفسية بالقاهرة، وله العديد من الندوات والمؤتمرات والأبحاث في مجالي علم النفس والصحة النفسية، وله مؤلفات منها:
– علم النفس الفسيولوجي.
– مدخل إلى التحليل النفسي اللاكاني.
– الإدمان بين التشخيص والعلاج والوقاية.