كتابات الإسلاميين حول المرأة
كتابات الإسلاميين حول المرأة
تأثَّر كثير من كتابات الإسلاميين بردود خاطئة للرد على قضية تحرير المرأة، فكل كاتب إسلامي إذا ذُكِر تحرير المرأة يتجه إلى الدفاع عن الإسلام، وكأن الإسلام قابلٌ للاتهام من الذين لا دين لهم ولا مرجعية، بل هنا العرض سيكون ردًّا على شبهات ناقصة لا أصل لها في الإسلام.
وأكثر ما يتطرَّق إليه الغرب هو الحجاب وكيف أنه حاجز للعقل واعتبارها عورة لا قيمة لها، إن كانوا يتكلَّمون عن الحرية فكيف لا يتركون كل صاحب دين ومنهجية يتبعها دون الاعتراض عليه، فالفكر الإسلامي الوضعي للأسف مليء بالخلل والتزعزع، والدليل على ذلك أنه يهاب مواجهة الغرب فقط لاستشعاره بعدم وجود ناتج مادي وتقدم حضاري أو عمراني ينافسه الآن فيه، على الرغم من أن الإسلام ليس مفهوم التقدم عنده ماديًّا، لكن لن نتطرَّق إلى ذلك، لكنهم يدافعون عن قضية أخرى غير مثارة، والقضية هنا هو تغريبهم للمرأة وإفساد المجتمع بشبهات لا أصل لها.
وقد تنبَّه بعض علماء المسلمين أن الدفاع عن القضية يبدأ من مفهوم العدل في الإسلام وليس العدل والموازين المادية الغربية، فكما قال الكاتب: “إن المنهج الصحيح هو عرض حقائق الإسلام ابتداءً لتوضيحها للناس، لا ردًّا على شبهة، ولا إجابة عن تساؤل في نفوسهم نحو صلاحيته أو إمكانية تطبيقه في العصر الحاضر، وإنما من أجل البيان الواجب على الكتاب والعلماء لكل جيل من أجيال المسلمين”.
فكثير من محاولات الفتنة التي تثير الجدل عند المسلمين من قِبل الغرب الرد السليم عليها هو عدم الدخول في جدالات ولا إثارة معركة، لأنهم يتبنَّون كثيرًا من الأقاويل حول مبالغات أحوال المرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي، والرد هنا ألا نقص في الشريعة لحقوق المرأة، وقد انجرف هؤلاء عن تعاليم الإسلام ودخلت عليهم مفسدات في دينهم ودنياهم، فلا ينبغي تعميم أحوال النساء، وأكثر ما يثير الجدل هو الحديث حول الحجاب والنقاب، وكم هو قامع للمرأة وظالم ومهين لها لاعتبارها عورة، وهذا فيه تأويل أقاويل ونصوص شرعية، فإن الحجاب فرض من فروض دينها.
الفكرة من كتاب مصطلح حرية المرأة
لقد أولى الإسلام المرأة مكانة عظيمة، ورفع من شأنها وحرَّرها من الاستعباد والرق، وارتقى بها لتكون مختلفة عن غيرها من النساء وحرَّرها من عادات وتقاليد مهينة.
يأتي هذا الكتاب ردًّا على المفاهيم الغربية حول تحرير المرأة من قيود المجتمع المسلم الذي ينتهك حقوقها ويخذلها في إطار القهر والظُّلم والقمع، ويتطرَّق فيه الكاتب إلى التناقض الذي يطرحه الغرب، إذ إن تحريرها ما هو إلا تخليها عن فروض دينها ومبادئها إلى الحرية المطلقة، مشيرًا إلى أن الخطاب القرآني الموجَّه إليها ما هو إلا حصن لها.
مؤلف كتاب مصطلح حرية المرأة
محمد حسن عقيل موسى الشريف: داعية إسلامي سعودي، إمام وطيار وأستاذ جامعي، وكاتب وباحث في التاريخ الإسلامي، ومتخصِّص في القرآن والسنة، جمع بين عدة أعمال، وقد تمكَّن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وحفظ القرآن الكريم.
وأجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ولد في جدة عام 1381 هـ /1961م، وله كتب ومجلدات عدة، منها:
عجز الثقات.
التوريث الدعوي.
أثر المرء في دنياه.
الهمة طريق إلى القمة.